د. يوسف رزقة: في الأمم المتحدة؛ مول عالمي لبيع الكلام؟!
«نسعى لسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق حلّ الدولتين» هذا ما قاله (بايدن) الرئيس الأميركي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية.
فكرة حلّ الدولتين طرحها بوش الابن في أثناء حربه على العراق، وقد مضى على سعي البيت الأبيض وراء هذا الطرح ثلاثة عقود دون تحقيق شيء منه، وما زال بايدن يزعم أنه يسعى وراء هذا الحلّ،
والسؤال لماذا لم يصل؟!، ولماذا لم يحقق شيئا من سعيه إن كان صادقا فيما يزعم؟!
البيت الأبيض يبيع الفلسطينيين والعرب كلاما، ويدعم (إسرائيل) والصهيونية بكل الدعم المادي الممكن، بل وفوق الممكن.
دولة الاحتلال تعتمد عسكريا وأمنيا واقتصاديا على ما تقدمه لها أميركا، ولو وظّف البيت الأبيض هذه المساعدات لتحقيق حلّ الدولتين لما اعترضت دولة الاحتلال على الرغبة الأميركية،
ولكن الواقع يقول: (إسرائيل) تنفذ خططها لمنع قيام دولة فلسطينية، وأميركا تحكي للفلسطينيين والعرب ما يحبون سماعه، فالأرض (لإسرائيل)، والكلام للعرب؟!.
كلمات قادة الدول أمام الجمعية العامة لا تبعد كثيرا عن كلمات بايدن، حتى كلامات القادة العرب، هي في إطار إسماع الفلسطينيين ما يحبون سماعه، دون تقديم أدنى عمل لإزالة الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية.
لقد استمعت لكلمة ملك الأردن عن حلّ الدولتين، وعن القدس، وعن الحقوق الفلسطينية والاستقرار، وهو كلام جيد، ولكن لا يتضمن خطة أو موقفا عمليا، وإنما يتضمن مطالبة للمجتمع الدولي لتحقيق العدالة؟!
القضية الفلسطينية تبحث عن الأفعال لا عن الأقوال، تبحث عن قرار يوقف الاستيطان والحصار، وعن قرار يزيل الاحتلال والعدوان، والجمعية العامة تقف عند الأقوال والمناشدات، وليس بعد ذلك شيئا ملموسا، لذا لم يتحقق للفلسطينيين شيء في إطار الحق في تقرير المصير منذ ثلاثين عاما خلت، رغم اتفاقيات: كامب ديفيد، ووادي عربة، وأسلو، وطابا، وأبراهام،
ولن يتحقق شيئا لاحقا، لأن قادة الدول في الجمعية العامة يبيعون الفلسطيني كلاما طيبا، ويمنعونه الفعل المفيد، والحجج في هذا الباب كثيرة، وبايدن لا قدس الله سره ما زال يسعى، ولكنه لن يصل، وسيخرج من البيت الأبيض ليواصل غيره مزيدا من السعي؟!