د. يوسف رزقة يكتب: السعودية تقول: لا للتطبيع
يبدو لي أن العربية السعودية تدير سياسة خارجية ذكية، فيها قدر من المرونة، وقدر من صلابة الموقف والتحدي أحيانا.
السعودية تبلغ البيت الأبيض بوقف مباحثات التطبيع مع دولة الاحتلال.
قبل أسابيع سربت وسائل الإعلام العبرية أن الاتفاق مع المملكة قاب قوسين أو أدنى، ونشرت الصحف العبرية بعضا من شروط المملكة الخاصة بالأمن والسلاح والحقوق الفلسطينية، ولكن ما تمّ تسريبة كان محاولة عبرية استخبارية للإرباك والابتزاز.
المملكة لم ترتبك، ورفضت الابتزاز، وألقمت مخابرات دولة الاحتلال الحجر، إذ قالت لهم ولأميركا لا تطبيع، والحقوق الفلسطينية جزء من الموقف السعودي، وهذا كان ظننا بالمملكة التي تتعرض لضغوط أميركية صهيونية هائلة.
بلاد الحرمين الشريفين لا يمكن لها أن تذهب للتطبيع مع دولة تحتل المسجد الأقصى، وتنتهك قدسيتها صباحا ومساء بدون اهتمام بمشاعر المسلمين.
إن بلاد الحرمين التي تملك ميراث إجلاء يهود من جزيرة العرب، لن تقبل عودتهم لها من خلال التطبيع، فالتطبيع والعودة لجزيرة العرب مرفوض من الشعب، ويتعارض مع الموروث الثقافي والحضاري السعودي. والموقف الثابت: لا.. للتطبيع.
الفلسطيني ولا شك يقدر بإيجابية موقف المملكة، ويشعر بارتياح لطريقة إدارة سياستها الخارجية في هذه المسألة، وإن تمسك المملكة بالمبادرة العربية هو الأنسب لها وهي طريق المملكة لقيادة إسلامية تحترم المملكة وتحترم فلسطين، وتحترم الميراث العربي الإسلامي.