د. يوسف رزقة يكتب: السلطة تحتج لدى الجزيرة ولا تحتج ضد نيتنياهو
احتجت السلطة الفلسطينية على التغطية الإخبارية لفضائية الجزيرة لأحداث جنين، واتهمتها بالانحياز ضد السلطة، وطالبتها بالالتزام بالمهنية. في رسالة الاحتجاج ثمة أسلوب علمي مؤدب، ولكن وجه الاحتجاج غير واضح في الرسالة، فالجزيرة غطت أحداث جنين والأطراف الفاعلة فيها، والسلطة لم تكن طرفا ولا طرفا فاعلا، بل كانت أجهزتها الأمنية طرف سالبا ومتهما من الفصائل المقاومة في جنين، حيث تطالب الفصائل بالإفراج عن معتقلين بأسماء محددة اعتقلتهم أجهزة السلطة.
السلطة تحتج على الجزيرة في تغطية إخبارية، ولا تحتج على حكومة نيتنياهو التي قررت أن يناقش اجتماعها القادم أفكارا لدعم السلطة الفلسطينية لا سيما في جوانب مالية واقتصادية؟! تصريح حكومة نيتنياهو بعد اجتياح مخيم جنين وتدمير مساكن اللاجئين، وإصابة مائة مواطن، وقتل عشرة يثير اتهاما مباشرا للسلطة بأنها كانت متواطئة مع الاحتلال.
ولنفرض أنها لم تكن متواطئة، ولكن التصريح الإسرائيلي يثير في وجهها التهمة، ومن حق المواطن أن يسأل لماذا قررت حكومة نيتنياهو مناقشة موضوع دعم السلطة بتصريح علني مقصود بعد اجتياح جنين؟!. ومن حقه أيضا أن يسأل لماذا لم تحتج السلطة على هذه التصريحات الإسرائيلية، وهي تصريحات مثيرة لتهمة التواطئ؟!،
السلطة تحتج على تغطية إخبارية لا تثير مثل هذه التهمة، بينما لا تحتج على إعلام نيتنياهو الذي يثير هذه التهمة، ويؤكد على بقاء التنسيق الأمني في أثناء الاجتياح وقبله وبعده. حين تكون السلطة غارقة في الفشل، وفاشلة في حماية المواطنين، تجد حلا للفشل بتوزيع اتهامات على الغير، فتزعم أن منتقديها يقومون بما فشل الاحتلال فعله، تعني يذلك أنهم يمزقون الوحدة الوطنية؟! الوحدة الوطنية لم تثبت السلطة وجودها العملي في جنين، لا قبل الاجتياح ولا بعده، بدليل أن قادة الفصائل يطالبون السلطة بالإفراج عن المقاومين، والخميم يرفض شعبيا استقبال قادة من السلطة، ويرفضون وجودهم في المخيم..