أقلام حرة

د. يوسف رزقة يكتب: جنين تتحدى العدوان

جنين تتصدر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. المقاومة تسكن كل مدن وقرى الضفة الغربية. نابلس أيضا على خطى ذات الشوكة، ورام الله تلحق بهما غدا أو بعد غد رغم المعيقات. الهجوم العدواني المباغت أمس لمعسكر جنين يستهدف قتل النموذج المقاوم الذي سطرته جنين في الشهور الماضية.

نموذج العمل المشترك للمقاومة يغزو كل مناطق الضفة. الضفة التي تعاني الاحتلال والتنسيق الأمني . الضفة قررت الانتفاضة ، والخروج من حالة الانتظار والصمت.

ثمة خسائر كبيرة أوقعها الهجوم الغادر المباغت في معسكر جنين، ولكن مقاومة جنين تصدت للقوات المهاجمة وأفشلت جل أهداف الهجوم المباغت. المقاومة لن تتوقف بسبب قسوة الهجوم وشراسة نيران العدو، بل ستنتشر وتتوسع، لأن شباب جنين لا يجدون أنفسهم وحريتهم خارج المقاومة . المقاومة هي الطريق للحياة الكريمة، ولا كرامة تحت الاحتلال.

جنين تقاوم  وتحظى بإسناد من كل الفلسطينيين، وكل مدن وقرى فلسطين تسير على طريق جنين، وعلى طريق الكرامة وذات الشوكة، ولن تطفئ قوة الاحتلال وغطرسته نار المقاومة التي تشتعل في نفوس الأحرار. وما النصر إلا من عند الله. النصر ليس بالعدد والعدة، بل بتوفيق الله ، فهو العزيز الذي لا يغلب. ومن كان مع الله فالله معه.

معركة أمس لن تكون المعركة الأخيرة، وجنين لن تكون البلدة الوحيدة التي تنتفض، بل ستكون ثمة معارك، وثمة انتفاضات في كل البلدات، بعد أن استقر رأي الفلسطيني على قاعدة المقاومة النشطة، وأنه ماحك جلدك مثل ظفرك.

نعم ستحظى جنين بعدم سياسي ومعنوي من العرب، ولكنه دعم له  قيمة محدودة، ولا يزن طلقة رشاش تخرج من نابلس أو غزة دعما لجنين. ضفتنا في حاجة للخارج والداخل، ولكن ضفتنا قررت أن تعتمد على نفسها، وأن تقاوم العدو بدون خوف أو تراجع، وعلى العدو أن ينتظر مزيدا من أعمال المقاومة، لأن المقاومة حق شرعي وقانوني لكل شعب يعيش تحت الاحتلال.

د. يوسف رزقة

كاتب ومحلل سياسي، فلسطيني أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام السابق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى