د. يوسف رزقة يكتب: في الذكر (١٨) لخروج المحتل من غزة
في الذكرى (١٨) لفك الارتباط مع غزة، وخروج الاحتلال والمستوطنين من غزة، تبدو غزة أكثر إصرارا على مواصلة طريق ذات الشوكة إلى أن يتمّ زوال الاحتلال من الضفة والقدس.
الطريق ما زال طويلا وصعبا، ولكن الخطوات الأولى بدأت في هذا الطريق الصعب. لا أقول إنها بدأت قبل (١٨) عام حيث أجبرت غزة الاحتلال على الرحيل، بل بدأت مع أول رصاصة مقاومة ومع أول عملية فدائية قبل عقود ممتدة مع بداية النكبة في عام ١٩٤٨م.
التحرير وإجبار الاحتلال على الرحيل وتدفيعه ثمن بقاء احتلاله هو الهدف وهو الطريق، غزة بمقاومتها تمكنت من حلّ جزئي لحالة الاحتلال فيها، والأجزاء الباقية تحتاج لجهود أكبر، وعزيمة متقدة، وثمة يقين راسخ عند الفلسطيني أنه سيصل إلى أهدافه الوطنية عاجلا أو آجلا بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به أهل الحق وذلا يذل به أهل الباطل.
ربما وجد المحتل في اتفاقية أوسلو وسلطة الحكم الذاتي ما يسمح له بالمناورة واستبقاء الاحتلال والاستيطان، ولكن مرور ثمانية عشر سنة على تحرير غزة من جنود العدو ومستوطنيه، قبل ثمانية عشر عاما أثبت غزة والضفة أن رهان العدو على أوسلو وسلطة الحكم الذاتي هو رهان فاشل، ورهان غير قابل للحياة والبقاء، حيث تمردت غزة والضفة على هذا الرهان، وجعلتاه رهانا فاشلا، حيث انتفضت الضفة لا سيما في السنوات الأخيرة، وواجهت العدو كما واجهت التنسيق الأمني.
اليوم،وفي ظل هذه الذكرى نقلت وسائل إعلام مختلفة خبرا عن تسلم سلطة الحكم الذاتي لمصفحات أمريكية وأسلحة متطورة بواسطة الأردن، وبموافقة دولة الاحتلال بغرض دعم أجهزة السلطة في مواجهة المقاومة في جنين ونابلس، وهو أمر يضع عقبات كبيرة أمام من يعملون على دحر الاحتلال والاستيطان من الضفة،
قلنا الطريق صعب، والحالة القائمة في الضفة متفجرة، والعدو يتربص بالجميع، وغزة لا زالت تقاوم الحصار، والبطالة، ويدها على الزناد، وعينها على القدس، ولن يتراجع الفلسطيني عن التحرير والدولة، وستواصل الأجيال النضال حتى تتحقق الأهداف الوطنية الحقيقية.