د. يوسف رزقة يكتب: قراءة في خارطة نيتنياهو أمام الجمعية العامة
نتنياهو يعرض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة تحكي التطبيع الحادث مع أنظمة الدول العربية، وفيها تظهر الدول المطبعة باللون الأخضر وتضم مصر والسودان والإمارات والبحرين والسعودية والأردن، ودولة الاحتلال، مع أن السعودية لا تزال خارج التطبيع؟!.
نيتنياهو قارن بفخر بين خارطة هذه البلاد عام ١٩٤٨م وخارطة البلاد عام ٢٠٢٣م، وهي مقارنة أراد بها إبراز دور دولته في تحقيق السلام، وتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة. نيتنياهو أرجع هذا الإنجاز إلى سياسة دولته، وإلى جهود البيت الأبيض، وقد لاحظ المهتمون أن الخارطة لا تشير من قريب ولا بعيد لأراضي السلطة الفلسطينية بحسب اتفاقية أوسلو؟!.
شطب فلسطين، أو قل أرض السلطة الفلسطينية، ليس أمرا اعتباطيا، بل هو جزء من إستراتيجية نيتنياهو القائلة بأنه لا دولة بين البحر والنهر غير دولة (إسرائيل)، وأراضي السلطة هي جزء من أرض (إسرائيل) يقيم عليها فلسطينيون يتمتعون بسلطة حكم ذاتي تحت رعاية دولة (إسرائيل) وليس للسلطة سيادة أو استقلال، وإن التطبيع يتم على هذا الأساس الواضح، وأن السعودية ستلحق بهذا مع إجراءات ترضية للسلطة لا تتعلق بالأرض أو بالسيادة أو بالدولة؟!
نحن لا نعلم متى يكون التطبيع مع المملكة، أهو بعد شهر أم بعد سنة، وأهل الترجيح يقولون قبيل بدء الانتخابات الأميركية، وجلّ المحللين و المسئولين الإسرائيليين يغرقون وسائل الإعلام بأخبار متفائلة وتقدم ملموس في هذا الملف وقرب موعد التوقيع، وقد صدرت أيضا إشارات سعودية تتحدث عن التقدم في هذا الملف.
إن توقيع المملكة على اتفاق تطبيع يعني إسرائيليا أن هناك ست أو سبع دول عربية ستوافق على التطبيع وتلحق بالمملكة، وهذا يعني أيضا فتح الطريق (لإسرائيل) في البلاد الإسلامية كأندونيسا وباكستان وماليزيا، وبهذا يتحقق العلو الإسرائيلي بشكل غير مسبوق في التاريخ، ويعني تراجع القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني بشكل غير مسبوق أيضا، وأن الدولة الفلسطينية لم تعد شرطا عربيا، وهذا يفسر لماذا ترفض أميركا ودول الغرب منح فلسطين عضوية دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
ويبقى سؤال ما تأثير هذا على الكفاح الفلسطيني؟!. وماذا ستفعل السلطة؟! وهل ما زالت فلسطين هي مفتاح السلام؟!