د. يوسف رزقة يكتب: ماذا تبقى من الدعم العربي للقضية؟!
ماذا بقي من دعم الجامعة العربية للقضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية والإجراءات الفلسطينية في مواجهة الاحتلال والعدوان؟! كان هذا سؤالا مطروحا في ندوة حول تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل؟!
لنقل إن الجامعة العربية قدمت أشياء كثيرة لدعم القضية الفلسطينية والمحافظة على الحقوق الفلسطينية، وفي نظرة الجامعة العربية إن المبادرة العربية شكلت ورقة مهمة من الدعم للفلسطينيين، بعد تطبيع مصر والأردن، والجامعة لم تشطب مبادرتها، ولكن دولا عربية عديدة خرجت على المبادرة وطبعت علاقتها مع (إسرائيل)، وفي هذا الخروج ثمة شطب عربي للمبادرة العربية التي تبنتها الجامعة بالإجماع.
إن خروج دول عربية عديدة عن المبادرة العربية، وإقامة علاقات مع (إسرائيل) بشكل منفرد، جعل الفلسطينيين في مواجهة منفردة مع الاحتلال الإسرائيلي، ومع الاستيطان، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية أوجد غصة في النفس الفلسطينية، وانقسم الفلسطينيون بين غاضب منتقد، وبين باحث عن مصالح شكلية أو مصالح بلا مغزى وطني دائم.
الفلسطينيون فيما يبدو مكبلين بحكم الجغرافيا من ناحية، وبحكم أنهم في حاجة مزمنة للدعم العربي، باعتبار أنهم لا يستطيعون الفكاك من النظام العربي، حتى وإن أبدت دول عديدة من النظام العربي انفكاكها عن القضية الفلسطينية، وترك الفلسطينيين بلا ظهير عربي قوي، كما رأت الأبحاث التي تناولتها الندوة.
الانفكاك عن القضية الفلسطينية قد يغري المحتل للإسراع في عملية ضم الضفة الغربية ، وقد يمنح (إسرائيل) قوة في المحافل الدولية وفي السياسة الخارجية، ولن تحقق البلاد العربية مصالح مهمة من وراء التطبيع، وبمرور الوقت، ستعود البلاد العربية إلى دعم القضية الفلسطينية، عند إحساسهم بفشل أهدافهم من التطبيع، وعندما تتبدل الحالة العربية النازلة لحالة أفضل بسبب أو آخر.هذا ويقول الخبراء إن التبدل والتغيير في المنطقة العربية قادم لا محالة، وستكون فلسطين مركزه وجوهر حركته.