قدّم الرئيس الكازاخي قاسم-جومارت توكاييف، اليوم 9 سبتمبر 2025، خطاب الحالة الوطنية الذي حمل عنوان “كازاخستان في عصر الذكاء الاصطناعي: مهام رئيسية وحلول عبر التحول الرقمي”،
معلنًا عن رؤية جديدة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في البنية الاقتصادية والتكنولوجية للبلاد خلال السنوات المقبلة.
التحول الرقمي في صميم الإستراتيجية الوطنية
أكد الرئيس توكاييف أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا ثانويًا، بل ضرورة وجودية لتمكين كازاخستان من مواكبة التغيرات العالمية.
وأوضح أن بلاده ستعتمد على الذكاء الاصطناعي والحلول التقنية الحديثة لتطوير قطاعات رئيسية مثل التعليم، الصحة، الإدارة الحكومية، والاقتصاد الرقمي.
وأشار إلى أن الرقمنة ستسهم في تعزيز الشفافية الحكومية، تسهيل الخدمات العامة للمواطنين، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تحديث الاستثمارات وبنية الاقتصاد
من أبرز محاور الخطاب، إعلان خطة تحديث الاستثمارات عبر دعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وتوسيع البنية التحتية الرقمية.
كما شدّد على أهمية توفير بيئة تشريعية مرنة تشجع رواد الأعمال على ابتكار حلول تقنية تسهم في الاقتصاد المعرفي، وتقلل الاعتماد على الصناعات التقليدية.
وأضاف توكاييف أن الحكومة ستعمل على تطوير البنية التحتية للإنترنت عالية السرعة في المدن والأقاليم النائية، لضمان وصول جميع المواطنين إلى الخدمات الرقمية بشكل متكافئ، ما يعزز العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
تعزيز الترابط العالمي
في خطابه، دعا الرئيس إلى تعزيز موقع كازاخستان كمحور استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا من خلال الممرات الرقمية والتجارية. وأكد أن التعاون الدولي في مجالات التكنولوجيا والابتكار سيشكل ركيزة أساسية في تحقيق هذه الطموحات.
وشدد على أن الدولة ستسعى إلى جذب شراكات مع شركات التكنولوجيا العالمية الكبرى، إلى جانب توسيع التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية.
التجديد المؤسسي والحوكمة الذكية
لم يغفل توكاييف جانب الإصلاح المؤسسي، حيث أوضح أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية سيساعد على تحسين كفاءة الإدارة العامة ومكافحة البيروقراطية.
كما ستسهم هذه الخطوات في تحقيق شفافية أكبر، وضمان وصول الخدمات بشكل أسرع وأكثر موثوقية للمواطنين.
صندوق وطني للأصول الرقمية
ضمن الخطوات العملية، أعلن الرئيس عن خطة لتأسيس صندوق وطني للأصول الرقمية يهدف إلى تنظيم تداول الأصول المشفرة وتعزيز مكانة كازاخستان كمركز إقليمي في هذا المجال.
وأشار إلى أن هذه المبادرة ستفتح الباب أمام فرص استثمارية واعدة، وتدعم الابتكار المالي، مع ضمان الرقابة اللازمة لحماية الأسواق والمستهلكين.
ختام الخطاب: رؤية لمستقبل رقمي
اختتم الرئيس توكاييف خطابه بالتأكيد على أن كازاخستان تقف أمام مرحلة تحول تاريخية، حيث يمثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة ركيزتين أساسيتين في بناء اقتصاد حديث ومستدام.
ودعا جميع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني إلى العمل معًا لتحقيق هذه الرؤية الطموحة.