بواسطة اتهم رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف حكومة حزب حركة إنصاف الباكستانية السابقة بإلحاق الضرر بالعلاقات الباكستانية الصينية وعرقلة التقدم في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني كما أدان الحادث الذي وقع في التاسع من مايو ووصفه بأنه “خطيئة لا تغتفر”.
خطيئة لا تُغتفر
وفي مؤتمر صحفي عقده في لندن يوم السبت، سلط شريف الضوء على الحالة الحرجة التي وصل إليها الاقتصاد الباكستاني عندما تولت حكومته السلطة، مشيرا إلى أن البلاد كانت على وشك التخلف عن سداد ديونها. وأشاد بالدور الحاسم الذي لعبه رئيس أركان الجيش الفريق أول عاصم منير في تأمين الاتفاق الذي تشتد الحاجة إليه مع صندوق النقد الدولي.
ودعا شهباز شريف أيضا إلى وقف فوري لإطلاق النار في فلسطين، منددا بـ”الفظائع اللاإنسانية” التي ترتكب في غزة وقال خان “بصفتي رئيسا للوزراء، رفعت صوت باكستان على الساحة العالمية”، في إشارة إلى زيارته الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وانتقد رئيس الوزراء حكومة حزب حركة الإنصاف الباكستاني، وقال: “الحكومة الأخيرة دمرت العلاقات بين باكستان والصين وأوقفت مشروع الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان بشكل كامل” ومع ذلك، أكد أن العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين عادت الآن إلى طبيعتها تحت قيادته.
وردا على اتهامات الفساد الموجهة ضده وضد ابنه، قال شهباز شريف: “اتهمنا بالفساد، لكن وكالة مكافحة الجريمة الوطنية البريطانية برأتنا من جميع التهم”.
وأقر رئيس الوزراء أيضًا بالعبء الاقتصادي الطويل الأمد الذي يتحمله الفقراء في باكستان منذ الاستقلال، وأكد على الحاجة إلى إجراء إصلاحات عاجلة. كما تحدث عن تفاصيل اجتماعه الأخير مع محمد يونس، كبير المنظمين في بنغلاديش، خلال زيارته إلى نيويورك.
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أشار شهباز شريف إلى أنه “في الأمم المتحدة، مثلت الأمة الإسلامية بقوة”. وأضاف أن صندوق النقد الدولي أصبح الآن راضيا عن الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة في باكستان.
لقاء مع بايدن
حضر رئيس الوزراء شهباز شريف حفل استقبال أقامه الرئيس الأمريكي جو بايدن لرؤساء الحكومات المشاركين في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتبادل الزعيمان المجاملات، وكان رؤساء الدول من مختلف البلدان حاضرين في هذا الحدث أيضًا.
وفي الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء شهباز شريف يوم السبت إن الجهود الجماعية التي بذلها جميع أصحاب المصلحة في الحكومة وضعت باكستان على مسار الاستقرار الاقتصادي والتقدم، ودعا إلى المزيد من الجهود والتضحيات الشاقة لتحقيق الأهداف الاقتصادية.
التخلف عن سداد الديون
وأوضح رئيس الوزراء خلال لقاء مع وسائل الإعلام، أنهم واجهوا خلال فترة ولايتهم السابقة التي استمرت ستة عشر شهرًا في الحكومة تحديات مالية، ولكن بفضل الجهود الجماعية، أنقذوا باكستان من الوقوع في التخلف عن سداد الديون.
وكان رئيس الوزراء قد وصل في وقت سابق إلى نيويورك قادما من نيويورك حيث ألقى كلمة في الجلسة العامة للمناقشة العامة في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي إشارة مبطنة إلى الحكومة السابقة لحزب حركة الإنصاف الباكستاني، قال إن سياسات الحزب السابق أدت إلى تعثر البلاد، ولكن “بفضل الله تعالى وبفضل جهودهم الجماعية، تتحرك باكستان الآن نحو الاستقرار والتقدم. كما اعترفت المؤسسات الدولية بذلك”.
وأعرب رئيس الوزراء عن ارتياحه أيضًا للموافقة على تسهيل الصندوق الممتد لصندوق النقد الدولي بقيمة 7 مليارات دولار.
معدل التضخم
ونوه إن معدل التضخم الذي بلغ 32% في العام الماضي ارتفع الآن إلى 9.6%، مضيفا أن بنك الدولة الباكستاني خفض أيضا سعر الفائدة بينما أظهرت أسعار السلع اليومية استقرارا.
وقال رئيس الوزراء شريف إن معدل التضخم انخفض بشكل حاد ولكن “كل شيء ليس على ما يرام. يتعين علينا أن نبذل جهدا كبيرا ونوسع شبكة الضرائب دون إثقال كاهل أولئك الذين يدفعونها بالفعل”.
وقال إن عامة الناس كانوا يضحون دائمًا من أجل الوطن. والآن حان الوقت للنخبة للتضحية من أجل الوطن والقيام بدورهم في تقدمه.
وشكر رئيس الوزراء الدول الشقيقة، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والصديقة الصين، على دعمها لتأمين برنامج صندوق النقد الدولي، وقال إنه لولا دعمهم لما كان ذلك ممكنا.
وقال “أشكرهم بشكل خاص على دعمهم لإخراج باكستان من الضائقة الاقتصادية”، وأشاد بجهود وزراء المالية والخارجية ووزير المالية والمسؤولين والسفراء الذين بذلوا جهودًا في هذا الصدد.
وأشاد رئيس الوزراء برئيس أركان الجيش على جهوده في تحقيق برنامج صندوق النقد الدولي، وقال إن رئيس أركان الجيش زار الدول الشقيقة التي قدمت إغاثة اقتصادية حاسمة لباكستان.
ووصف البرنامج بأنه “عمل فريق باكستان”، معربا عن أمله في أن يكون برنامج صندوق النقد الدولي هو البرنامج الأخير حيث أن جهود 240 مليون شخص والحكومة ستنجح في تحقيقه.
توفير الخدمات العامة
وأكد أنهم سيضطرون إلى خفض نفقاتهم والسعي إلى توفير الخدمات العامة على أبواب منازلهم. وقال “لقد حان الوقت للعمل الجاد والحفاظ على الجدارة التي يجب أن تكون سماتهم المميزة”.وجدد رئيس الوزراء دعوته إلى إعداد “ميثاق اقتصادي”.
وحول مشاركته في الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد أنه عقد اجتماعات مفيدة مع قادة مختلف البلدان بما في ذلك المملكة المتحدة وبنغلاديش وتركيا والكويت وغيرها من البلدان، مما من شأنه أن يساعد في تعزيز العلاقات الثنائية والأخوية بينهم.
وقال “لقد بذلت جهدا متواضعا لنقل صوت شعب باكستان إلى العالم في فلسطين وغزة حيث استشهد أكثر من 40 ألف شخص بما في ذلك الأطفال”، مضيفا أن الهجمات الإسرائيلية المروعة استمرت على بيروت والتي أدانتها باكستان بشدة.
وقال رئيس الوزراء إنه جدد في كلمته الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وشدد على ضرورة أن يستيقظ المجتمع الدولي ويعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الفورية على حدود عام 1967، إلى جانب التأكيد على تمثيلها في الأمم المتحدة.
الوضع الخطير
وقال إنه أطلع الجلسة أيضًا على الوضع الخطير في جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانوني من قبل الهند (IIOJK) حيث كان الشعب الكشميري يقاتل من أجل حقوقه المشروعة ويسفك الدماء. لقد واجهوا عدوانًا وحشيًا وعنفًا من قبل قوات الاحتلال الهندية غير القانونية.
وأضاف أن حكومة مودي بخطواتها الأحادية وغير القانونية حرمت كشمير من وضعها الخاص، وهو ما يمثل انتهاكًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وغيرها من دعوات حقوق الإنسان العالمية. وأضاف أن الإرهاب والعدوان في كشمير يجب أن ينتهي ويجب منح الشعب الكشميري الحق في إجراء استفتاء على الاستقلال.
احترام قبور الشهداء
كما وصف رئيس الوزراء، دون تسمية حزب حركة الإنصاف الباكستاني، أعمال الشغب التي وقعت في التاسع من مايو والتي استهدفت منزل جناح والمقر العام وأظهرت عدم احترام قبور الشهداء بأنها “عمل لا يغتفر”.
كما أعرب عن تفاؤله بأن باكستان ستصبح قريبا “نمرا آسيويا” كما أعلن زعيمه ورئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي وضعت جهوده باكستان على مسار التقدم السريع والاستقرار الاقتصادي وأعرب عن أسفه لأن حكومات نواز شريف تمت إزالتها من خلال المؤامرات
