حواراتسلايدر

رئيس جبهة الجزائر الجديدة: ملف المهاجرين الأفارقة هو مشروع فرنسي صهيوني

مخطط لتقسيم الجزائر عن باقي الوطن تحت عنوان: الجزائر آفاق 2030

نحن في حاجة إلى مناخ مناسب للعمل السياسي

الجزائر: حاورته علجية عيش

قال رئيس جبهة الجزائر الجديدة أن انتشار الأفارقة في الجزائر ليس عفويا ولا صدفة وإنما هو مندرج في إطار مخطط تآمري لتقسيم الجزائر، فهو يؤثر على الجبهة الداخلية، وبخصوص استعدادات الجزائر لإحياء الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام قال جمال بن عبد السلام حان الوقت لإعادة كتابة التاريخ بموضوعية بحيث نذكر الأحداث كما حدثت، ونترك للمؤرخين البحث والتعمق دون أن نقدس التاريخ أو شيطنته، ولم يستثن محاورنا الحديث عن ملف الإختفاء القسري التي يحتفل بها العالم في 30 أغسطس من كل سنة مؤكدا أن هناك من يوظف هذه الملفات لصالحه الخاص وعن الرئاسيات قال أن 2024 محطة هامة ينتظرها الجزائريون بشغف، التقينا برئيس جبهة الجزائر الجديدة بمقر المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بالعاصمة وقد رحب بالحوار بقلب منفتح ومتواضع، لاسيما والحوار جاء في وقته في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة على كل المستويات و معروف عن جمال بن عبد السلام له مواقف في مختلف القضايا التي تحدث في الساحة وهو كما يبدو محاور بامتياز.

• نبدأ من مشاركتكم في فعاليات الجامعة الصيفية لجبهة البوليساريو في طبعتها الحادية عشر بولاية بومرداس، هل وضعت جبهة البوليساريو في توصياتها خارطة طريق مستقبلية تتماشى مع مستجدات الساعة؟

•• الجزائر تستمر في تضامنها مع الشعب الصحراوي وموقفها ثابت من القضية الصحراوية ولن يتغير، فقضية الصحراء الغربية هي قضية كل الجزائريين منذ الرئيس هواري بومدين إلى الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، فعندما نرى قيادات جبهة البوليساريو، فنحن نرى قيادات الثورة من زيغود يوسف، بن بوالعيد وعبان رمضان وعميروش وانتصارها هو انتصارنا، وجبهة البوليساريو كالشعب الفلسطيني تواجه عدوا صهيونيا فهي حركة مقاومة وليست حزبا عاديا.

• ما يحدث أمام استمرار الانقلابات ينبئ بانهيار الديمقراطية والعالم اليوم يواجه مصيرا مجهولا، ماذا تقولون في ذلك؟

•• ما يشهده العالم اليوم في كل جوانبه حرب إعلامية بامتياز، سواء في أوكرانيا أو القارة السمراء أو جنوب شرق آسيا و أمريكا اللاتينية من تدافع وصراعات مرتبطة بتحولات كبرى، نحن كنّا لمدة قرن تحت نظام عالمي ظالم، رأس حربته وطليعته الدول الغربية الاستعمارية ممثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا، بانتهاء الاتفاقية التي عقدها الغرب مع الدولة العثمانية وبين تيار يريد إعادة التوازن للعلاقات الدولية وهذه الصراعات المفتوحة على امتداد خريطة العالم هي تمظهرات وتجليات لهذا الصراع الدولي، فما يحدث في السودان مثلا ليس صراع بين الجيش السوداني وقوات لدعم السريع وإنما وراء كل طرف منها قوى إقليمية ودولية ونفس الشيء بالنسبة للنيجر.

• بخصوص النيجر هناك تخوف كبير من قدوم المهاجرين نحو الجزائر، هل هذا يعني أن الجزائر أصبحت بلدا مستقبِلا للجاليات و هي التي تعاني من وضع اقتصادي مزري؟

•• قضية اللاجئين بصفة عامة هي ملف مسموم تستغله القوى المتصارعة كورقة من أوراق الصراع سواء المهاجرين السوريين أو الأفارقة أو اليمن، أضحى ورقة للصراع أو جبهة، فهذا الملف هو مشروع فرنسي صهيوني والجزائر مستهدفة من أجل فصل الجنوب الجزائري عن باقي الوطن تحت عنوان: الجزائر آفاق 2030، فما نراه من تدفق للمهاجرين الأفارقة ثم انتشارهم في كل مناطق الوطن لم يكن عفويا ولا صدفة وإنما مندرج في إطار هذا المخطط التآمري لتقسيم الجزائر، بالنسبة للانقلابات في النيجر نجد الآن تراجع سيناريو العمل العسكري أمام مواقف الدول منها روسيا وأمريكا وإيطاليا على الصعيد الدولي والجزائر ومالي وبوركينا فاسو على الصعيد الإقليمي، لكن هذا لا يمنع من لجوء الطرف الخاسر وهي فرنسا إلى توظيف الجماعات الإرهابية إلى تديرها في منطقة الساحل وغرب أفريقيا بخلق الفوضى والنجوح في هذه المنطقة و إلحاق الضرر بالجزائر.

• لنعد إلى الجزائر، كيف يقيم رئيس جبهة الجزائر الجديدة الجبهة الداخلية في الجزائر؟

•• مهما كانت الاختلافات في وقت الجد هناك شعور وطني عام في اتجاه اللحمة و الوحدة، جبهتنا الداخلية فيها مطبات ومشاكل وثغرات، تحتاج إلى تمتينها وتقويتها والتحامها أكثر ممّا هي عليه الآن خاصة أمام ما يحدث في جوارنا الإقليمي وفي الساحة الدولية وهذه الجبهة الداخلية تتقوّى بمجموعة إجراءات أهمها بسط الحريات وتحقيق العدالة وتكريس حقوق المواطنة لكل الجزائريين حتى يشعر المواطن بوطنيته، كما تحتاج إلى عدالة في كثير من المسائل ليس بمفهومها القضائي، بل بمفهومها الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي وهذا مجال نضال مستمر ودائم وبرنامج مدروس بعقلانية في تجسيد العدالة في كل الميادين سواء في التوظيف أو المسابقات..الخ..

• تعيش الجزائر هذه الأيام أجواء الاحتفالات بذكرى 20 أغسطس المزدوجة واليوم العالمي للاختفاء القسري ما هي رؤية حزبكم لهذه الأحداث وبالأخص السؤال الأخير؟

•• هذه الأحداث تؤكد أن الثورة الجزائرية ولدت عدة مرات، فإذا كان بيان نوفمبر إيذانا للميلاد الأول للثورة فإن 20 أغسطس 55 بقيادة الرجل الأسطوري زيغود يوسف هي ميلادها الثاني، لولا هجومات الشمال القسنطيني والكيفية التي أدارها زيغود يوسف لكانت قصة الثورة في عامها الأول وليست مبالغة، أما مؤتمر الصومام فهو الميلاد الثالث للثورة وكل ما يقال عن المؤتمر وغيره من محطات تاريخنا المجيد صادرة إمّا من أناس سُذّجٍ أو مخابر تريد أن تشوه تاريخنا بدءًا من مؤسس الدولة الجزائرية الملك ماسينيسا والأمير عبد القادر صعودا إلى قادة الثورة، فهؤلاء يريدون أن تكون الجزائر بدون مرجعية وبدون تاريخ، فلابد أن نكتب التاريخ بموضوعية بحيث نذكر الأحداث كما حدثت، ونترك للمؤرخين البحث والتعمق دون أن نقدس التاريخ أو شيطنته، بالنسبة للاختفاء القسري هي تظل جريمة يعاقب عليها القانون، لكن عندما ندخل في الحالات في المبدأ العام الحالة محرمة بالقانون و الشريعة و المنطق وهذه تحتاج إلى ملابسات وحيثيات وقرائن وأدلة وحقائق، والجهات القضائية مسئولة على هذا الجانب ومخولة بقوة القانون في توجيه التهم و اتخاذ الأحكام.

• ماذا كان دور حزبكم؟

•• جبهة الجزائر الجديدة حملت ملف المفقودين والمفصولين من العمل والمساجين السياسيين أكثر من 20 سنة، هناك ملفات تم حلها، وهو ملف المأساة الوطنية وهناك من يوظف هذه الملفات لصالحه الخاص والعمل فيه يتطلب التحلي باليقظة ومعالجته بحكمة وإخلاص من أجل ان يعرف هذا الملف نهايته وبطريقة ترضي عائلات الضحايا.

• منذ الحراك، يلاحظ أن هناك غياب شبه كلي للأحزاب في الساحة، كيف تفسرون ذلك أمام اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية؟

•• النشاط الحزبي يحتاج إلى مناخ مناسب، ونحن كما نلاحظ لا يوجد مناخ مناسب لنشاط الأحزاب السياسية وشروط مناسبة للعمل الحزبي، فجبهة الجزائر الجديدة متواجدة منذ أربعين سنة، والساحة السياسية لم تعرف استقرارا وأجواء مناسبة لإرساء العمل السياسي، في كل مرة أزمات، فيه قوى سياسية تعمل في السرّيّة، في إطار الحزب الواحد، بعد 1989 مشينا في التعددية و دخلت الجزائر في عمل إرهابي مسلح لغياب المثالية، فقانون المصالحة حقق إنجازات إيجابية من خلال نزول 13 ألف مسلح من الجبل والفضل يعود إلى المخلصين من عسكريين، مدنيين أئمة ومناضلين صمدوا وظلوا في الوطن واستطاعوا تضميد الجراح ووقف النزيف الدموي وتحقيق الاستقرار، كل ملفات الأزمة التي لا تزال عالقة تحتاج إلى معالجة هادئة وبحكمة وتعاون الجميع من أجل إيجاد مخارج في إطار جزائري-جزائري تسوده لغة الحوار والتسامح لحل المشاكل ولم الشمل الجزائري، فالرئيس عبد المجيد تبون مطلع على الملفات لكن الفصل فيها يحتاج إلى إنضاج المناخ وهو صاحب إرادة للملمة الجراح.

• هل تعتقدون أن إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني جاء ليكون بديلا عن الأحزاب السياسية؟ أم مجرد حصار لها لإبعادها عن لعبة 2024 و ضمان عهدة ثانية للرئيس؟

•• ما ينبغي أن نفهمه هو أن المجتمع المدني والطبقة السياسية والأحزاب على قلب واحد ويهمها وحدة الجزائر، نحن في حاجة إلى مجتمع مدني فعّال يضطلع بمهامه ويحتاج إلى طبقة سياسية وطنية قوية، منظمة ومسئولة سواء في المعارضة أو في الموالاة، الشيء الغير صحيح أن يحمل المجتمع المدني مهام وتكاليف الطبقة السياسية والعكس، فهما متكاملين متضامنين، أما أن نضع المجتمع المدني مكان الطبقة السياسية نكون قد فوّتنا على الجزائر فرصة وأضعنا الجهد والوقت في محيط الرئيس، فمن يعتقد أن الأحزاب السياسية التي تأسست في العهد الماضي لا يمكنها أن تكون طبقة سياسية ولا يعَوّل عليها، ولقد وقع الاختيار على المجتمع المدني كبديل، لكن الواقع والأيام أثبتت أنه لا بديل عن الطبقة السياسية إلا الطبقة السياسية نفسه ولا بديل عن الأحزاب إلا الأحزاب نفسها، في مناخ مناسب وشروط عمل مناسبة وقوانين تساعد على تنظيم الساحة السياسية في اتجاه تحقيق الأهداف الوطنية السامية.

• هل أنتم مع مطلب مراجعة قانون الأحزاب؟

•• القانون الحالي غير متوازن، ما بلغنا أن السلطة أو الحكومة تسعى لتعديل قانون الأحزاب، لكن وفق الأصداء الأمور لا تسير في الاتجاه الذي تريده الطبقة السياسية وتوفر مناخ لبناء أحزاب سياسية حقيقية لمصلحة الدولة والمجتمع، تأسست في إطار قوانين جزائرية وبموافقة السلطة فلا يغيب عن المواطن الجزائري والرأي العام أن هذه الأحزاب هي مؤسسات دستورية وليست ولن تكون عدوًّا للدولة، هناك برنامج وبرامج بديلة.

• هل تعتقدون أن انقسام الأحزاب السياسية سببه الاختلاف في الخطاب السياسي؟

•• المشكلة هي في غياب قناعات مشتركة و انسجام في البرامج و التصورات.

• كانت هناك مبادرة للشم الشمل الجزائري لكنها أُقْبِرَتْ في مهدها، خاصة وهي تتعلق بسجناء التسعينيات (الفيس)؟

•• لسنا حزبا واحدا، وليس لنا برنامجا واحدا كما ليس لنا موقفا موحدا، الأمر يتعلق باختلاف الآراء والرؤى والمنهجية في التسيير، هناك تدافع أفكار وتضاربها وهذه ظاهرة إيجابية، لأنها تصنع الوعي السياسي، لكن الانشقاقات داخل الأحزاب سببه -كما أسفلت- غياب المناخ المناسب للعمل السياسي ولإنشاء أحزاب تكون مدارس لا أحزاب فقط، والسبب الثاني هو أننا لم نبن طبقة سياسية يُعَوَّلُ عليها، فالمناضلون في الأحزاب السياسية في حاجة إلى تكوين سياسي يخلق الانسجام وهذا غير موجود بل منعدم تماما لغياب الاستقرار، وبناء طبقة سياسية وجزائر جديدة يحتاج إلى إعادة التماسك للنسيج الاجتماعي، فنحن منذ 1989 إلى الآن لم نعش الاستقرار، لأننا نقسم الطبقة السياسية إلى ثلاثة مجالات:

الأول: مواقف الإجماع الوطني، أي أن هناك قضايا لا عسكري فيها ولا مدني، ولذا علينا أن نعرف قضايا الإجماع أولا، ثمّ نتفق على ما ينبغي فعله، كلٌّ من زاويته.

الثاني: توزيع الأدوار في الجانب الدبلوماسي، هناك قضايا تخدم أحزاب المولاة و المعارضة

الثالث: مساحة التنافس بين أحزاب المعارضة والموالاة

• ماذا عن برنامج حزبكم؟ كيف ينظر جمال بن عبد السلام لمستقبل الجزائر في ظل ما يحد والتهديدات التي تواجه الجزائر؟

•• برنامجنا ينقسم إلى ثلاثة مجالات أيضا

أولا: بناء الحزب بناءً داخليا، بمعنى تكوين وتوسيع قاعدة الحزب ونشر أفكاره

ثانيا: العمل مع المجتمع لأن جبهة الجزائر الجديدة مدرسة لا تنتظر الفوز في الانتخابات حتى تخدم المجتمع، نحن نعمل من أجل رفع الوعي السياسي وتنظيم المجتمع، فكل مجتمع مهيكل في نظرنا هو مجتمع متحضر

ثالثا: النضال على القضايا الوطنية، نحن نعيش مناخا ملتهبا وجوارنا خطر كبير ولذا نحن مصطفون وراء الدولة والرئيس والجيش كقوة وطنية للدفاع عن وحدة الجزائر وترابها والمحافظة على استقرارها.

• هذا يعني أنكم لا تفكرون في الترشح لرئاسيات 2024؟

•• محطة 2024 مهمة جدا، نحن نتابع ونحلل وسنكون في الاتجاه الذي يجعلنا نجري انتخابات رئاسية وانتخاب رئيس يكون في مستوى تطلعات الشعب، أما بخصوص ترشحي من عدمه فالأمر سابق لأوانه، ونحن منفتحين على كل الاختيارات، والرئاسيات قضية وطن وليست قضية حزب و نحن نحتاج إلى حوار مع الأحزاب الوطنية.

علجية عيش

صحفية جزائرية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى