اندلعت اشتباكات في العاصمة بلغراد ومدن أخرى لخمس ليال متتالية، مع استخدام الألعاب النارية والحجارة وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وقال الرئيس اليميني ألكسندر فوتشيتش في مؤتمر صحفي في بلغراد إن أكثر من 130 ضابط شرطة أصيبوا حتى الآن، كما أبلغ العشرات من المواطنين عن إصابات وطلبوا المساعدة الطبية.
واندلعت أعمال عنف يوم السبت في بلغراد ونوفي ساد وفالييفو، حيث هاجمت مجموعة صغيرة من الرجال الملثمين المكاتب الفارغة لحزب التقدم الصربي الحاكم الذي يتزعمه فوتشيتش وأضرمت النار فيها.
وقال فوتشيتش “سترون العزم الكامل للدولة الصربية. سنستخدم كل ما في وسعنا لاستعادة القانون والسلام والنظام”.
وأضاف أن الحكومة بحاجة إلى بضعة أيام لإعداد “الإطار القانوني والرسمي” للرد.
وأضاف “سيكون الأمر مختلفًا تمامًا عما رأيتموه حتى الآن”، دون الكشف عن تفاصيل، لكنه قال إنه لم يتم النظر في إعلان حالة الطوارئ.
شبّه فوتشيتش المتظاهرين المناهضين للحكومة بـ”الإرهابيين”، وهو مصطلحٌ دأب على ترديده منذ بدء المظاهرات الحاشدة أواخر العام الماضي.
وشهدت صربيا احتجاجات شبه يومية منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عقب انهيار سقف محطة قطار أودى بحياة 16 شخصًا.
وأصبحت هذه المأساة رمزًا للفساد المتجذر في الدولة البلقانية، حيث تحولت المطالبات بإجراء تحقيق شفاف إلى دعوات لإجراء انتخابات مبكرة.
وفي ذروتها، اجتذبت الاحتجاجات مئات الآلاف إلى الشوارع.
وتدهورت المظاهرات، التي اتسمت في معظمها بالسلمية، في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما هاجمت مجموعات كبيرة من المؤيدين للحكومة – كثير منهم ملثمون وبعضهم مسلحون بالهراوات والألعاب النارية – المتظاهرين.
وأثار ذلك اشتباكات عنيفة، غذّتها مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت تُظهر الشرطة وهي تضرب متظاهرين عُزّلًا بالهراوات.
ونفت الشرطة مزاعم الوحشية، واتهمت المتظاهرين بمهاجمة الضباط.
وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع، مارتا كوس، في وقت سابق من هذا الأسبوع إن العنف المُبلّغ عنه في الاحتجاجات “مثير للقلق البالغ”.
وقال فوتشيتش إنه تلقى أيضًا رسائل شخصية من مسؤولين أوروبيين آخرين مؤخرًا، لكنه لم يُقدّم مزيدًا من التفاصيل.
كما تابعت روسيا الاحتجاجات، التي لا تزال حليفًا وثيقًا لصربيا رغم إعلان بلغراد عن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانًا يوم الجمعة، أعلنت فيه أنها قد تقدم المزيد من الدعم لفوتشيتش، واصفةً الاحتجاجات بـ”أعمال شغب عنيفة.