رئيس مجلس النواب الليبي يرسم خارطة طريق جديدة .. توافق ليبي مرتقب

تقرير: سهيل علي
في ظل تعقيدات الأزمة الليبية التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، خرج المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، بتصريحات مهمة عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، كاشفًا عن معالم خارطة طريق جديدة تهدف إلى إنهاء الأزمة التي عصفت بالبلاد منذ عام 2011. جاءت تصريحات صالح في وقت تشهد فيه ليبيا انسدادات سياسية وخلافات متجذرة بين الأطراف المختلفة، مما يضع البلاد أمام مفترق طرق حاسم.
حكومة جديدة وانتخابات شاملة
أكد صالح أن الحل الحقيقي للأزمة الليبية يكمن في تشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة المرحلة الانتقالية تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة. وقال: “ليبيا بحاجة إلى سلطة جديدة قادرة على توحيد مؤسسات الدولة وتهيئة المناخ السياسي والأمني لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”. وأضاف أن استمرار الحكومات المؤقتة والتوافقات الهشة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التعقيدات.
تقارب بين مجلسي النواب والدولة
أشار صالح إلى وجود توافق كبير بين مجلس النواب ومجلس الدولة حول آليات حل الأزمة، وهو ما يعتبر تطورًا مهمًا بعد سنوات من الخلافات والانقسامات. وقال: “هناك انسجام غير مسبوق بيننا وبين مجلس الدولة، والأيام القادمة قد تحمل مفاجآت إيجابية بشأن الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة”.
ليبيا ليست للبيع
وجه صالح رسالة حازمة لكل من يحاول استغلال الأزمة الليبية، قائلًا: “ليبيا غير قابلة للمساومة أو البيع والشراء”. وأكد على ضرورة الاتفاق الداخلي بين الليبيين، مع رفض أي تدخلات خارجية قد تؤجج الخلافات. وأضاف: “الاتفاق الداخلي بين الليبيين ضروري، ويجب عدم السماح لأي أطراف خارجية بفرض حلول أو تأجيج الخلافات”.
دور القوات المسلحة
أكد صالح أن القوات المسلحة الليبية ستكون الضامن الرئيسي لوحدة البلاد ومنع أي عودة للاقتتال الداخلي. وقال: “الجيش هو صمام الأمان لوحدة ليبيا، ولن نسمح بتكرار سيناريو الفوضى والاقتتال”.
دعم مصر للأزمة الليبية
لم يفته أن يشيد بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم جهود حل الأزمة الليبية، وقال: “أتقدم بالشكر للرئيس السيسي على جهوده الحثيثة وموقفه الثابت تجاه ليبيا”.
الأيام القادمة: لحظة الحسم؟
أشار صالح إلى أن الأيام المقبلة قد تشهد اتفاقًا على الأسماء المطروحة لتولي الحكومة الجديدة، وهو ما قد يمهد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار السياسي. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة، خاصة في ظل الانقسامات الداخلية وضغوط القوى الخارجية.
تصريحات عقيلة صالح تعكس مرحلة جديدة في المسار الليبي، حيث يبدو أن هناك إرادة حقيقية لإنهاء الأزمة التي طال أمدها. ومع ذلك، يبقى الرهان الأكبر على إرادة الليبيين أنفسهم لرسم مستقبل بلادهم بأيديهم، بعيدًا عن التدخلات الخارجية والخلافات الداخلية.