عقد رئيس الوزراء العراقي والرئيس العراقي، الأربعاء، اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية التركي في بغداد، ناقشا مواضيع مختلفة من بينها حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، فضلا عن رفض بغداد دخول أي طرف على أراضيها. يمكن أن يشكل تهديدا أمنيا لتركيا المجاورة.
ولطالما اتهم العراق تركيا بقطع حصتها العادلة من المياه عن طريق بناء السدود وتقييد تدفق المياه من الممرات المائية – التي تعتبرها بغداد شريان الحياة الحاسم لتزويد مواطنيها بالموارد النادرة بشكل متزايد. وفي المقابل، اتهمت أنقرة بغداد بالفشل في إدارة حصتها من المياه بكفاءة وإهدار الموارد.
وشدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، خلال لقائه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أهمية التوصل إلى تفاهم بين بغداد وأنقرة لضمان حصول العراق على نصيبه العادل من المياه، فيما أكد أن العراق بذل “جهوداً حثيثة لترشيد استخدام المياه، وإعادة تأهيل أنظمة الري والصرف الصحي من خلال استخدام التقنيات الحديثة، وتحسين إدارة المياه وبناء السدود والخزانات.
وقال فيدان للرئيس العراقي إن أنقرة عازمة على إيجاد “حلول جذرية” لنقص المياه في العراق، بحسب بيان صادر عن مكتب رشيد.
كما سلط رئيس الوزرايء العراقي محمد شياع السوداني الضوء على أهمية زيادة إطلاقات المياه في مجرى النهر، مشيدًا بقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مارس بمضاعفة إطلاقات المياه من نهر دجلة لمدة شهر واحد، وحث أنقرة على اتخاذ إجراءات مماثلة. لنهر الفرات .
وانخفضت مستويات المياه في نهري الفرات ودجلة ــ التي تتقاسمها العراق وسوريا وتركيا ــ بشكل كبير في الأعوام الأخيرة. وفي أحدث تحذير صارخ من التهديدات التي يشكلها المناخ الحار على البلاد، توقع تقرير صادر عن وزارة الموارد المائية العراقية في نهاية العام الماضي أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة انخفاض منسوب المياه، فإن النهرين الرئيسيين في العراق سيتوقفان بالكامل عن العمل. الجافة بحلول عام 2040.
قال هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية العراقية، لشبكة روداو يوم الأربعاء، إن البلاد تستعد لزيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنه قال إن الموعد لا يزال غير واضح.
لست متأكداً مما إذا كان الرئيس أردوغان سيصل إلى العراق هذا الشهر، لكنه سيزوره الشهر المقبل. وقال علوي لقناة روداو، هالكوت عزيز، إن زيارة وزير الخارجية التركي ومن ثم وزيري الاقتصاد والتجارة التركيين تأتي تحضيراً لزيارة وفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس أردوغان.
وناقش السوداني وفيدان خلال اللقاء “موقف العراق الحازم ضد الإرهاب”، حيث قال رئيس الوزراء إنه “لن يسمح لأي جهة أو منظمة بالمساس بالأمن أو استغلال الأراضي العراقية لشن هجمات على دول الجوار”.
ولطالما دعا العراق حزب العمال الكردستاني، وهو جماعة مسلحة تناضل من أجل زيادة حقوق الأكراد في تركيا، إلى عدم استخدام أراضيه كقاعدة انطلاق لشن هجمات ضد أنقرة.
وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية. ودعا فيدان، في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الثلاثاء، بغداد إلى الاعتراف بحزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، قائلا إن الجماعة تسللت إلى المدن العراقية وتشكل تهديدا لأمنها واستقرارها.
وقال فيدان إن العراق يجب ألا يسمح لحزب العمال الكردستاني، “العدو المشترك، بتسميم علاقاتنا الثنائية”.
وفي أبريل/نيسان، قال السوداني إن الجماعات المسلحة مثل حزب العمال الكردستاني استغلت الفجوة الأمنية بعد غزو العراق عام 2003 لإقامة قواعد وشن هجمات على الدول المجاورة من الأراضي العراقية، لكنه امتنع عن تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية.
وكثيراً ما يقع المدنيون في مرمى نيران الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. واضطرت العديد من العائلات إلى الفرارمنازلهم في قرى إقليم كوردستان بسبب الاشتباكات، خاصة تلك التي تقع في شمال محافظة دهوك قرب الحدود مع تركيا، مما ترك قرى بأكملها فارغة. وذكر تقرير برلماني لإقليم كردستان نُشر عام 2020 أن الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني ترك أكثر من 500 قرية فارغة في جميع أنحاء الإقليم.
/روداوو/