تعهد رئيس الوزراء القطري اليوم الخميس بدعم إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا التي دمرتها نحو 14 عاما من الحرب الأهلية، وذلك خلال زيارته الأولى إلى دمشق منذ استيلاء القوات التي يقودها الإسلاميون على السلطة الشهر الماضي.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني “سنقدم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنية التحتية اللازمة وتقديم الدعم لقطاع الكهرباء”.
وقال اردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس السياسي الأعلى السوري أحمد الشرع إن “الاتفاق يتضمن توريد الكهرباء بقدرة 200 ميغاواط وزيادة الإنتاج تدريجيا”.
وفي الأسبوع الماضي، قالت الشركة الوطنية للكهرباء السورية إن قطر وتركيا سترسلان سفن طاقة لزيادة الإمدادات بعد أن خففت الولايات المتحدة بعض العقوبات.
وقال الشيخ محمد إن قطر “تمد يدها لأشقائنا السوريين من أجل شراكات مستقبلية”، مضيفا أن الاحتياجات الأساسية تشمل “الاستمرار في تقديم الخدمات العامة للشعب السوري”.
وعلى النقيض من الدول العربية الأخرى، لم تستعد قطر علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وكانت من أوائل الدول التي دعمت التمرد المسلح الذي اندلع بعد أن سحقت حكومته انتفاضة سلمية في عام 2011.
وفي الأسبوع الماضي، قال مصدر دبلوماسي إن قطر تدرس خطة لتزويد سوريا بالأموال بعد أن قررت دمشق زيادة رواتب القطاع العام.
وطالب الشيخ محمد، الذي كانت بلاده وسيطا رئيسيا في التوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الأسرى بين إسرائيل وحماس في غزة، إسرائيل “بالانسحاب الفوري” من المنطقة العازلة مع سوريا.
وقال إن “استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة عمل طائش ويجب عليه الانسحاب فورا”.
وفي اليوم نفسه الذي أطيح فيه بالأسد، غزت إسرائيل منطقة عازلة تسيطر عليها الأمم المتحدة وتفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية على مرتفعات الجولان الاستراتيجية منذ عام 1974.
تحتل إسرائيل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، ثم ضمتها إليها فيما بعد باعتراف الولايات المتحدة، في عملية استيلاء على الأراضي لا يزال المجتمع الدولي غير معترف بها.
وقال الشرع إن سلطاته تعول على دعم قطر للمساعدة في منع إسرائيل من تحقيق أي تقدم إضافي داخل الأراضي السورية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يعود “إلى حيث كان من قبل”، مشيرا إلى أن قطر “تدعم هذا الرأي وستستخدم كل الوسائل المتاحة للضغط على إسرائيل”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر طبي أن غارة جوية إسرائيلية أصابت يوم الأربعاء هدفا تابعا للسلطات السورية الجديدة لأول مرة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، التقى وزراء من الحكومة الانتقالية السورية، بمن فيهم الدبلوماسي الكبير أسعد الشيباني، مع رئيس الوزراء القطري في الدوحة.