رانيا مصطفى تكتب: ملاحظات حول مسلسل الحشاشين
كل عام يقدم النظام الانقلابي نفس الفكر الهجومي ضد كل ما هو عقائدي، ويدعم توجهه تشويه كل من ينتمي إلى مدرسة الاسلاميين سواء كان مستقلا، أو محبا، أو مقتديا، أو منضما لإحدى جماعاتهم، فبدأ بمسلسل الاختيار ليسطر بطولة قائده بحروف من كذب وليؤرخ لحربه على أبناء شعب مصر مستترا بمعركته ضد الاخوان، ثم مسلسل الشافعي الذي تبنى مبدأ تجديد الخطاب الديني الذي أرساه زعيمه في أول خطبة في مناسبة اسلامية بعد توليه، واليوم يعرض النظام مسلسل الحشاشين ليضع لمسات جديدة من الكراهية لكل اسلامي يحدثه عقله بأن من حقه أن يصل يوما لكرسي الحكم.
أثار مسلسل الحشاشين ذو الانتاج الضخم جدلا واسعا في الأوساط الثقافية بل وبين العامة على مواقع التواصل في مصر والعالم العربي، يعتبره بعض المتحدثين الموالين للنظام قفزة في عالم المسلسلات التاريخية نحو العالمية، ويربطونه بالوطنية، فمن كان معه فإنه منهم ومن رفضه فقد خرج من ملتهم، وينتقده البعض الآخر بحيادية فلا يجدون في المقابل سوى السب والتخوين.
أقدم لكم في سطوري القادمة إحدى عشر ملاحظة حول المسلسل، بعضها صادم، وبعضها غريب، وبعضها تعلمونه لعلها تلقي الضوء على زوايا لم تلق اهتماما:
أولا: تمثيل نص تاريخي باللغة العامية هو جزء من مؤامرة على اللغة العربية بدأت منذ أيام حكم محمد علي.
ثانيا: اللغة العربية تمثل الهوية الإسلامية التي جاء انقلاب 2013 ليحرص على محوها، ويخرج الهوية الفرعونية من تابوتها ويفرضها على المجتمع المصري، فهذه هي الهوية التي قام المنقلب بعمل عرض مومياوات احتفالا ببعثها.
ثالثا: يعتبر نصارى مصر اللغة العامية هي الأصل، لأنها تعبر عن فترة ما قبل الفتح الاسلامي وهم لديهم قناعة أنهم أصحاب الأرض الأصليون، وأن المسلمين دخلاء بلغتهم، لذلك أيدوه فيما ذهب إليه.
رابعا: اختيار قصة حسن الصباح بالذات كانت من أجل الهجوم على إيران (المحرك المستتر للاشترا/شيوعية في العالم العربي)، التي مولت وهزت عرش مبارك، قدمت إيران مرشحها قبل مرسي لكن بعد ابعاده لم تجد حلا سوى دعمه أملا في استمالته.
خامسا: ظنت إيران أن جماعة الإخوان بمرشدها الحالي ستكون رأس حربتها، لكن بديع ومرسي رفضا أن يكونا ضلعا في هذه المؤامرة، لذلك قامت بتشويههما، فوصمت بديع بالجبن ليصبح ومكتب الارشاد في عيون أعضاء جماعتهم مقصرين متحجري الفكر، لأنهم لم يوافقوا على الاصطدام بالجيش، وصورت مرسي درويشا وحملوه فاتورة الانقلاب كلها وقال عنه وزير خارجية قطر أنه لا يصلح هو وفريقه لإدارة دكان.
سادسا: رضخت إيران وتراجعت مؤقتا في نهاية فترة اوباما الثانية وقبلت ذيل الرأسمالية ذا الوجه الاشتراكي ليقود مصر.
سابعا: مازالت إيران تدق طبول ثورة جديدة يسمعها المنقلب لذلك لا يجرؤ على الافراج عن الاخوان بعد ما فعل بهم برغم أنهم لم يكونوا خنجرا في ظهر مصر، ويستغل كل الفرص لمحاربتها وكل الجماعات الاسلامية التي تدعمها، وبالطبع لم يفوت فرصة العدوان الحالي ضد حماس في فلسطين، فيعلنها بوضوح أنه يدعو الكيان لتصفيتها.
ثامنا: مسلسل الحشاشين ما هو إلا حلقة في سلسلة الحرب المستترة بين مصر وإيران التي انتجت من قبل مسلسل يوسف الصديق والتي أرادت به أن تثبت أن بني اسرائيل لهم في مصر نصيب.
تاسعا: ترجم مسلسل الحشاشين لخمس لغات لنشره في العالم ليؤكد المنقلب على مقولته التي استهل بها عهده أن مليار مسلم يريدون قتل باقي سكان العالم، هو يروج لوحشية جماعة محسوبة على الاسلاميين أمام العامة في الغرب الذين لا يعرفون الفرق بين الجماعات الاسلامية ويسوق لنفسه كحامي الحمي الذي يحبس شرهم عن العالم، ويدعم الحكام الرأسماليين فيما ذهبوا إليه من نشر ظاهرة الإسلاموفوبيا.
عاشرا: هناك ملاحظة مهمة، منذ سنوات قليلة شاهدنا استقبال المنقلب لرئيس طائفة البهرة، المنتمون لهذه الطائفة هم ألد أعداء الطائفة النزارية التي تمثل الآن معظم الشيعة والتي وقف حسن الصباح بجانب ولي عهدها الهارب من مصر بعد انشقاق الأسرة الفاطمية، وكأن المنقلب رحب بالبهرية لمكايدة النزارية، ومن هنا نفهم لماذا دعمت هذا الطائفة البهرية صندوق تحيا مصر.
حادي عشر: أما عن التمثيل، فأداء كريم عبد العزيز شخصية حسن الصباح لا يختلف عن أدائه شخصية حسن في فيلم أبو علي.