“رايةُ العرب”.. شعر: محمود حسن إسماعيل

في طريق الشمسِ عودي، وأعيدي

عزة الشرقِ على وجه الوجودِ

وازحفي بالنور والنار على

صرخةٍ للثأر في باقي القيودِ

***

من قديم الدهر حياك الالهُ

وبصوت الوحي نادتكِ سماهُ

واصطفى أرضك من بين الثرى

فحبَتْها بالرسالاتِ يداهُ

بسناها شعَّتِ الدنيا هدًى

وبها ثارت على الذُّلِ الجباهُ

ومضت تسقي الليالي من ضحاها

وتذيب الرِّقَّ من وجه العبيدِ

***

في ظلام الدرب في الماضي الطويلِ

كم حضنت العهد جيلا بعد جيلِ

ومحا خطوك في إصرارهِ

من طريق الفجرِ ليل المستحيلِ

وضربت السيرَ حتى سطعت

شمسُكِ الكبرى على كلِّ سبيلِ

وتلاقى الأهلُ بالأهلِ على

صيحةِ الحقِّ لأحلامِ الجدودِ!

***

بصباح الوحدةِ الكبرى الأبيَّهْ

عُدتِ من حلم الليالي العربيهْ

فازأري بالنورِ في كل ثرى

لم تزل فيه من الليلِ بقيهْ

وعلى كل ترابٍ لم تزلْ

فيه للغرب بقايا الهمجيَّهْ

واستمرِّي حرَّةَ الخطوِ إلى

أن تريْ شمسكِ عادت من جديدِ!

***

كم سقينا بالدمِ الفادي ثراكِ

ومع الأجيالِ سُقنا شُهداكِ

ويدُ اللهِ على كل يدٍ

تزرع الفرقةَ ما بين خُطاكِ

طال فيك البين حتى أذَّنتْ

ساعةُ الجمع فدقتها يداكِ

والتقينا أمَّةً واحدةً

تعبر الأيام من غير حدودِ!

***

فإذا شارفتِ أرضًا زمجرتْ

ظمأً للفجرِ من قلبِ الخيامِ

فارشُفيها بشُعاعٍ مؤمنٍ

يستردُّ النورَ من أعتى ظلامِ

ويذيب العارَ أنَّى خطرتْ

لرُؤاهُ حسرةٌ فوق الرغامِ

وضحى المعراجِ يمحو دمعةً

لم تزلْ تصرخُ في القدسِ الشهيدِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights