ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: من أحصاها دخل الجنة
يحب الناس تلاوة وإنشاد وترديد أسماء الله الحسنى؛ راجين نيل الثواب والأجر العظيم المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين: {إنّ لله تسعة وتسعين اسماً؛ من أحصاها دخل الجنة}.
وعلى افتراض أن معنى أحصاها أي: تلاها أو قرأها أو حفظها، فإن ثمة تحفّظ على بعض ما يذكرونه من أسماء فيما يُنشدونه منها بلحن جميل معروف، وبعضها لم يرد لا في كتاب ولا في سنة.
وقد حاولتُ -جاهدا بقدر المستطاع- في كتاب «أسماء الله وصفاته العليا التي وردت في القرآن الكريم» الاقتراب من إحصائها وجمعها من القرآن الكريم.
ويرى بعض أهل العلم أن من أحصاها يعني عرف معناها وسأل الله بها، وعلى كل حال -ولا أريد أن أضيّق واسعاً- نسأل الله أن يجزي المحبّين لها خيراً، وأن يثيبهم ويثيب كل من حاول ويحاول.
كما يرى بعض العلماء أن بعض الأسماء الواردة في حديث عند الترمذي لا تصحّ ولا تثبت، وهي التي يحفظها الناس ولها لحن جميل معروف كما تقدم.
وأذكر منذ فترة طويلة مضت أن الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله حاول في عدة دروس له أن يقوم بجمع ٩٩ اسماً من القرآن والسُّنَّة..
وهذه محاولة من المحاولات لجمع ٩٩ اسماً لله تعالى؛ أضعها بين أيديكم كنموذج للإفادة، فحاول قراءتها والتعرّف عليها،
فهي مأخوذة من القرآن ومما ثبت في صحيح حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
الله الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ السَّمِيعُ البَصِيرُ المَوْلَى النَّصِيرُ العَفُوُّ القَدِيرُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الوِتْرُ الجَمِيلُ الحَيِيُّ السِّتيرُ الكَبِيرُ المُتَعَالُ الوَاحِدُ القَهَّارُ الحَقُّ المُبِينُ القَوِيُّ المَتِينُ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الشَّكُورُ الحَلِيمُ الوَاسِعُ العَلِيمُ التَّوابُ الحَكِيمُ الغَنِيُّ الكَرِيمُ الأَحَدُ الصَّمَدُ القَرِيبُ المُجيبُ الغَفُورُ الوَدودُ الوَلِيُّ الحَميدُ الحَفيظُ المَجيدُ الفَتَّاحُ الشَّهيدُ المُقَدِّمُ المُؤخِّرُ المَلِيكُ المُقْتَدِرْ المُسَعِّرُ القَابِضُ البَاسِطُ الرَّازِقُ القَاهِرُ الديَّانُ الشَّاكِرُ المَنانَّ القَادِرُ الخَلاَّقُ المَالِكُ الرَّزَّاقُ الوَكيلُ الرَّقيبُ المُحْسِنُ الحَسيبُ الشَّافِي الرِّفيقُ المُعْطي المُقيتُ السَّيِّدُ الطَّيِّبُ الحَكَمُ الأَكْرَمُ البَرُّ الغَفَّارُ الرَّءوفُ الوَهَّابُ الجَوَادُ السُّبوحُ الوَارِثُ الرَّبُّ الأعْلى الإِلَهُ.
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} سورة الأعراف: ١٨٠.
وقد قال بعض أهل العلم إنَّ مَن أحْصاها فحَفِظها في صَدْرِه وعَرَفَهَا، دخَل الجنَّةَ؛ جَزاءً على هذا الحفْظِ والإحصاءِ. أو المرادُ بإحصَائِها وحفْظِها: الإحاطَةُ بها لَفظًا ومعنًى، أو دُعاءُ اللهِ بها؛ لقولِه تعالَى: {فَادْعُوهُ بِهَا}؛ وذلك بأنْ تَجعلَها وَسِيلةً لكَ عندَ الدُّعاءِ، فتَقولَ: يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، وما أشبَهَ ذلك، وقِيل: أنْ تَتعبَّدَ للهِ بِمُقتضاها، فإذا عَلِمْتَ أنَّه رَحِيمٌ تَتعرَّضُ لرَحمتِه، وإذا عَلِمتَ أنَّه غَفورٌ تَتعرَّضُ لمَغفرتِه، وإذا عَلِمتَ أنَّه سَمِيعٌ اتَّقَيْتَ القولَ الَّذِي يُغضِبُه، وإذا عَلِمتَ أنَّه بَصيرٌ اجتَنَبْتَ الفِعلَ الَّذي لا يَرضاهُ.