رحلة الكلب بيسك إلى القمر نموذج للتعلم من خلال الحكي

رحلة الكلب بيسك إلى القمر
نموذج للتعلم من خلال الحكيصدرعن مشروع كلمة للترجمة بمركز أبوظبي للغة العربية، كتاب (رحلة الكلب بيسك إلى القمر)، من تأليف أوندرجي زابلوديل بخنك، وترجمة د. هاني محمد حافظ، والرسوم من تصميم ليونا هلافينكوفا، وهى من قصص الأطفال التشيكية.
وتحكي القصة عن الكلب “بيسك”، الذي يعيش حياة عادية وروتينية في منزل، ينام معظم الوقت ويتناول طعامه، ويذهب للتنزه في المساء مع أصحاب المنزل. وكانت له صديقة يحبها كثيرًا وهى السمكة “ريبكا”.
كان بيسك يحلم بحياة أكثر جاذبية وإثارة، ويتمنى أن يكون مثل الكلاب الشهيرة في العالم، التي يراها ويسمع عنها في التلفاز، مثل الكلاب البوليسية التي تطارد المجرمين، والكلاب المدربة التي تنقذ حياة الناس، والكلاب التي تسافر حول العالم، والكلاب التي تمارس الصيد في البرية.
ومن أهم الكلاب التي تأثر بها بيسك، وتمنى أن يقلدها ويصبح مثلها الكلبة “لايكا” التي صعدت إلى الفضاء. وتمنى بيسك أن يخوض هذه المغامرة مثلها. ولم يتوقف بيسك عند حلمه بزيارة الفضاء فقط، بل أراد أن يكون هذا الحلم حقيقة، فأخذ يشاهد البرامج التي تتحدث عن الفضاء وعن سطح القمر، وحصل على معلومات كثيرة عن المجرات والنجوم والكواكب. وعلم أن القمر قريب من الأرض ويدور حولها، ففكر أن يزور القمر ويصبح أول كلب يهبط على سطحه.
وحكي بيسك حلم الصعود إلى القمر لصديقته السمكة ريبكا. وأخذ يتدرب ويقرأ الكتب العلمية التي تتحدث عن القمر والفضاء والسفن الفضائية. والصاروخ الذي يصعد للقمر. ونجح بيسك في صناعة صاروخ من بعض الخردة التي جمعها.
وبالفعل بدأ بيسك رحلته للفضاء، وعاش لحظات انعدام الجاذبية واستمتع بها وبالأشياء التي تطير من حوله، وقابل العديد من العقبات أثناء الرحلة، فخرج الصاروخ عن مساره وتجاوز القمر، فتجول بيسك بين المجرات، ورأى المذنبات والثقب الأسود عن قرب. وقابل المخلوقات الفضائية. وزار النجم سيروس أو نجم الكلب وقابل أرواح الكلاب الشهيرة ومن ضمنها الكلبة لايكا، وزار المجرات.
وخاض الكلب بيسك الكثير من المغامرات أثناء رحلته، وبالفعل نجح للوصول إلى القمر، وأصبح أول كلب يهبط على سطح القمر، ثم عاد لبيته في الأرض بسلام ولصديقته السمكة ريبكا.
وتعد هذه القصة من القصص التعليمية الموجهة للأطفال، والتي عرضت لمعلومات عن الفضاء والمجرات والنجوم والكواكب، من خلال قصة الكلب بيسك الذي حلم بالصعود للقمر.
وما يميز هذه القصة أنها تصلح لتدريسها في المدارس للأطفال، ليتعرفوا على الفضاء بشكل جذاب وشيق وبسيط. فاستعمال الحكي في التعلم وخاصة للأطفال، يعد من الوسائل الناجحة والفعالة في تبسيط المناهج وتثبيت المعلومة.
وتهدف هذه القصة لدعم أحلام الأطفال، وأن الحلم والهدف يمكن أن يتحقق إذا توفرت أدواته، ومن أهم تلك الأدوات كما عرضت القصة؛ هي المعرفة والقراءة والتعلم، فقد قرأ الكلب بيسك عن الفضاء وشاهد العديد من البرامج التليفزيونية التي تتحدث عنه.
كما أن الوصول للهدف يحتاح لوسيلة؛ لذلك صنع الكلب بيسك صاروخًا ليصل به إلى الفضاء، وأخذ معه كل ما يحتاجه في رحلته، وحرص على نجاحه في تحقيق حلمه من خلال الأدوات والوسيلة. ونجحت القصة في إظهار مشاعر الكلب أثناء الملل والحزن والخوف، والرغبة في تحقيق الهدف، والسعادة والفرحة عند تحقيقه. مما يحفز الأطفال على التعبير عن المشاعر، والتمييز بينها.
والقصة تُعلم الأطفال كيفية الاعتماد على النفس في تحقيق الأحلام، وكيفية تجاوز العقبات وعدم الوقوف عندها. وقبول الدعم من الأصدقاء ومن أصحاب الخبرة، وكذلك دعم الآخرين بقدر المستطاع، والاقتداء بالنماذج الناجحة في المجتمع. وكيفية تجنب الأشرار، وعدم التسرع في الحكم على الأشخاص قبل التعامل معهم بشكل مباشر، والاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها.
كذلك تعلم الأطفال كيفية الاستفادة من الألعاب المستهلكة بإعادة تدويرها من جديد، وكيفية تركيب الأشياء بعضها ببعض لتصبح شيئا مفيدًا، مما يحفز الأطفال على اختراع أشياء جديدة.
ورغم أن القصة طويلة إلى حدٍ ما، إلى أن أسلوب الحكي بها جذاب ومشوق، ويجعلك لا تمل من قراءتها كاملة في جلسة واحدة. إضافة لعنصر آخر من التشويق؛ وهو الرسومات المدهشة والمعبرة عن مسار القصة، والتي يمكن للأطفال الاستمتاع بمشاهدتها إلى جانب الحكي. إلى جانب حجم أوارق القصة الكبير، الذي سيسمح لطفلك بمشاركتك النظر إليها أثناء القراءة، ليستمتع باللوحات، ويتابع شرحك لأحداث القصة والمعاني التي قد لا يفهما الطفل أثناء الحكي.
كما أن بطل هذه الحكاية هو حيوان الكلب، وهذه النوعية من الحكايات التي يكون أبطالها من الحيوانات والطيور محببة جدًا لديهم، وينجذبون إليها ويحفظونها سريعًا. وهذا هو السر في استمرار حكايات كليلة ودمنة إلى الآن، وإقبال الأطفال على الاستماع إليها وقراءتها.
ونظرًا لأهمية الحكي ودوره في تعليم وتوجيه الأطفال، تسعى الكثير من المؤسسات الثقافية والتعليمية في دول مختلفة، إلى تبسيط المناهج للأطفال باستخدام أسلوب الحكي، وتدريب المعلمين على هذه الطريقة لاستخدامها في شرح المناهج. ويذكر الكثير من علماء وأساتذة علم النفس أهمية الدور الذي يؤديه الحكي تجاه الأطفال، ونجاحه في تعديل سلوكهم، وعلاج بعض المشكلات الخاصة بالنطق والخجل والإنطواء والإنتباه.
ننصح الآباء والأمهات باقتناء قصة رحلة الكلب بيسك إلى القمر، لأن قراءتها لأطفالكم ستغير الكثير من سلوكياتهم السلبية، وتضيف لهم الكثير من الإيجابية والمعرفة، وتجعلهم يرغبون في أن يكونوا مميزين عن أقرانهم. وسيسعون بعد الاستماع إليها إلى القراءة عن الفضاء بشكل كبير وجمع معلومات عنه، إضافة للمعلومات الواردة بالقصة.
إذا أردت توجيه طفلك إلى السلوكيات النافعة وإلى طريق التعلم، فعليك بقراءة هذه القصة أمامه، فكلماتها وأحداثها منتقاة بعناية، وكل مشكلة أو تساؤل أو حدث يمر ببطل القصة، ستجد أن طفلك يمر به في حياته مع اختلاف الطريقة.