تقاريرسلايدر

رسالة خامنئي إلى نتنياهو المحمولة على رأس صاروخ يمني

رأى الدكتور محمد محسن أبوالنور، الخبير في الشأن الإيراني، أن الحصار الجوي الذي طوقت به تل أبيب، يأتي ردا على استهداف المفاعلات الإيرانية قبل يومين.

واعتبر أبوالنور، أن رسالة المرشد الإيراني على خامنئي إلى رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، جاءت محمولة على رأس صاروخ يمني.

ولكشف خيوط اللعبة الدائرة في الخفاء بين تل أبيب وطهران، يقول الخبير الإيراني إن وقت طويل سوف يمضي حتى يمكن لذاكرة سكان دولة الاحتلال الإسرائيلي أن تنسى ذلك الصباح الأسود الملبد بالدخان والنار والانفجار وغبار الأرض وأبواق صافرات الإنذار على وقع ارتطام الجسد الحديدي الهائل الطائر من اليمن والذي استقر في قلب عاصمتهم المبنية بلبنات الظلم والإبادة والإجرام.

وأضاف عبر حسابه الموثق على “فيس بوك”: استيقظ سكان دولة الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد 4 مايو 2025 على دوي هائل في مطار بن جورين وسط تل أبيب، أحدثه صاروخ قادم من اليمن، ثم دوت صافرات الإنذار في مناطق واسعة، شملت تل أبيب والقدس الكبرى وعددا من مستوطنات الضفة الغربية، ما أدى إلى تعليق حركة الملاحة الجوية بشكل مؤقت في مطار بن جوريون، وهو المطار المركزي والأهم على الإطلاق في البلاد.

ثم قالت الحكومة الإسرائيلية إن الصاروخ الباليستي اليمني أحدث حفرة غائرة في قلب المطار بقطر نحو 25 مترا، على بُعد أمتار من الشارع الرئيسي داخل المطار، وعلى بُعد بضع مئات من الأمتار عن الطائرات.

لكن الأهم في هذه الواقعة أن هذا الصاروخ اليمني الذي انطلق من صعدة باتجاه عاصمة دولة الاحتلال هو من طراز “شهاب 3″، المطور والمزود برأس يتمتع بقدرات إضافية، تمكنه من التهرب من مطاردة كل صواريخ منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية وهي “حيتس 2” و”حيتس 3″، فضلا عن المنظومة الأمريكية “ثيد” التي زود بها البنتاجون تل أبيب مؤخرا.

وصاروخ “شهاب 3″ محل الذكر، هو في الأصل صاروخ باليستي متوسط المدى (MRBM) صنعته إيران عام 2003 خصيصا ليكون قادرا على الوصول إلى أهداف في قلب تل أبيب ويصل مداه لنحو 1300 كم على الأقل قبل التطوير.

وفي إيران دار التفكير في طريقة للرد على ما تم تسريبه من أنباء في واشنطن حول سبب إقالة مستشار الأمن الأمريكي مايك والتز، وهو إفشاء أسرار إلى تل أبيب متعلقة برغبته منضما إلى نتنياهو في القيام بعمل عسكري يستهدف المفاعلات النووية الإيرانية.

وهكذا قررت إيران الرد برسالة تخيلية محمولة على صاروخ ينطلق من اليمن وموقعة من المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي، مفادها أن قيام إسرائيل بعمل عدائي ضد إيران معناه حتمية قيام قوات الجو فضاء التابعة للحرس الثوري بمحاصرة إسرائيل جوا، تماما كما حاصرتها جماعة الحوثي بحرا؛ برغم التقدم الهائل في التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية وبرغم الفارق الكبير في الإنفاق على ميزانيات التسليح والتدريب.

فضلا عن أن هذا الصاروخ قادر على أن يحمل فوق رأسه مواد نووية أو مواد شديدة الانفجار أو مواد كيميائية أو ذخائر من شأنها إحداث أضرار هائلة بالهدف الذي يدخل في مجاله الحيوي أو يسقط في قلب مرماه.

لكن الأخطر من كل هذا ــ والأهم منه ــ أن سقوط هذا الصاروخ على هدفه في قلب المطار وتمكنه من المراوغة وتفادي منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، معناه كذب الرواية الإسرائيلية جملة وتفصيلا حول اعتراضها مئات الصواريخ الإيرانية التي استهدفتها في عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية في إبريل وأكتوبر 2024.

واختتم الخبير في الشأن الإيراني تحليله بقوله:” أن يتمكن صاروخ واحد من إصابة هدفه وسط أنظمة الدفاع الجوي المعقدة على تعددها وتطورها من إسقاطه، معنى ذلك أن تلك المنظومات الإسرائيلية التي تم إغراقها بمسيرات ثم بصواريخ إيرانية في العمليتين إبريل وأكتوبر 2024م، فشلت تماما بعد أن تم إشباعها بالمسيرات أولا ثم أصابت الصواريخ أهدافها وأدت إلى خسائر هائلة كذبت إسرائيل على مواطنيها وعلى الرأي العام العالمي ولم تعلن عنها حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى