رضا بودراع يكتب: الاعتراف بدولة فلسطين خسارة استراتيجية
ابتداء لا يمكن اعتبار اعتراف اسبانيا والنرويج وايرلندا بالدولة الفلسطينية مكسبا استراتيجيا بل العكس تماما هو خسارة استراتيجية كاملة ولو اعترف بها العالم بل ولو اعترف بها الكيان الصهيوني.
لأن المحصلة ستكون احتلالا بالشرعية الدولية للأمم المتحدة المحاربة لله ورسوله والمسلمين بعدما فشلت الشرعية العسكرية المحاربة لله ورسوله والمسلمين، ويكون تحصيل العملية احتلالا بالدبلوماسية الناعمة بعدما فشلت الوسائل العسكرية الخشنة. تماما كما يعمل الآن على احتواء طالبان شرط تخليها عن حكم الله والاعتراف بحكم وحي الشيطان الدولي.
لكني في هذا المقام أردت الإشارة إلى أمر في غاية الأهمية من حيث مدلوله العسكري وليس السياسي والشرعي.
وهو ان مفاوضات الشجعان التي اعتمدت في أوسلو بين ياسر عرفات وإسحاق رابين برعاية أمريكا والتي دامت أكثر من 40 سنة إلى اليوم مع البهائي محمود عباس، لم تحقق أي اعتراف رسمي من أي دولة كافرة بدولة فلسطين، بل حقق مزيدا من الاحتلال والتهجير.
لكن جهاد وقتال ثلاثة أشهر حقق اعتراف كل من اسبانيا ايرلندا والسويد لحد الآن، رغم أني لا اعتبر ذلك مكسبا استراتيجيا كما بينت ابتداء.
إن الجهاد آلة زمن تختصر المسافات نحو التحرر.
وأدوات منظومة الهيمنة السياسية والديبلوماسية ما هي إلا مواصلة الحرب بطريقة أخرى لحين التقاط الأنفاس.
إن آية {ولينصرن الله من ينصره} لازالت تنزل ولازالت تتنزل
ومن يستجب بتنزيلها يتنزل النصر عليه تنزيلا كما نزل القرآن تنزيلا إن النصر لا ينبغي أبدا أن يعرف بمفاهيم الأرض ناهيك أن يكون عرف الجاهلية هو المعرف له، إن الفتنة الكبرى أن تكون مفاهيم الحداثة {الجاهلية الثانية} هي الحاكمة على كتاب الله، لابد أن نرجع لمعرفات النصر في القرآن وعليها يكون القياس. والنصر في كتاب الله معرفاته ثلاثة، هلاك شقي وتمكين ولي أو شهادة في سبيل الله.
إن الجهاد ينقل الأمة المجاهدة المستضعفة بكتلتها الهائلة، بتضحيات هائلة، بمكاسب هائلة وبسرعة هائلة، بعيدا عن مركز ثقل الشيطان وحكمه ومؤسساته،
إلى مركز خلافة على منهاج النبوة بنموذج حكم يأتمر بإمامة الوحي.