الأثنين مايو 20, 2024
مقالات

رضا بودراع يكتب: السيسي ونصر الله.. و«مركز الثقل»

 يقول حسن نصر الله «لا أحد يطالب سوريا بفتح جبهة ضد إسرائيل لأنه يحارب «الإرهاب» على كامل الأراضي السورية، وسوريا دولة منهكة اقتصادية ولا يمكنها تبعات حرب خارجية».

«حزب الله حركة مقاومة وليست جيشاً يمكنه خوض حرب مفتوحة».

لقد كشفهم الله وسقط المحور الشيعي وبانت حقيقته

إنه يقول نفس ما قاله السيسي:

«لا نقبل أن تصبح سيناء أرض تنطلق منها عمليات إرهابية -يقصد شعب غزة– على إسرائيل» «نحن لم ننته بعد من محاربة الإرهاب في سيناء ومصر وليبيا»

«على إسرائيل أن تقوم بنفسها بما يجب للقضاء على الجماعات الإرهابية -ويقصد القسام وفصائل المقاومة- نحن لا نطيق تحمل المزيد» .

 وهو نفس  مؤدى تصريح حسن نصر الله

أنه وبشار، ومن وراءهم إيران، يقومون بحرب الإرهاب في كامل تراب سوريا المحتلة من طرف كل القوات الصليبية والشيعية.

فلا أحد يطالبهم  بحرب مفتوحة على أهل السنة

فهم قد أخذوا نصيبهم من ذلك في سوريا.

يأبى الله إلا أن تسقط كل الأقنعة

وليس لأهل غزة  إلا الله

كما قال أهل الشام

«مالنا غيرك يا الله».

لقد تبين حقيقة كل المشاريع التي تتثبت الهيمنة على أمة الإسلام، وبانت حقيقة محور النفاق الإيراني.

فكيف نحدد مركز ثقلنا إذًا؟ 

أفسر قوله تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) (لاحظ أن العروة الوثقى مركز ثقل)

وإنما الموضوع كله

قل لي على أي مركز ثقل تدور أقل لك من أنت.

هل أنت من جيل التحرير أو جيل العبودية الجديدة؟

 وليتم ذلك لابد من تحرير كل أدوات القوة في الأمة.

لأن الخطيئة الكبرى لمن اعتنقوا دين الدولة الحديثة هو تثبيتهم للشعوب حتى يلاقوا مصيرهم قتلا أو سبيا في عالم  لا يتكلم إلا بلغة القوة الخشنة

فلا هم قاتلوا عنهم، ولا هم تركوا شعوبهم تتلمس طريقها نحو الحرية والسيادة!

لذلك فإنه لا يوجد ما هو أخطر على أمة الإسلام من سلاسل الدولة الحديثة التي تثبت الهيمنة.

لاشك أن الكل بعد تحديد مركز ثقل العدو سيتساءل كيف؟ وماذا عليّ أن أفعل؟ ومع مَنْ؟

كل ذلك ستجدون وقتا له وسبيلا إليه،

 لكن حتما ليس داخل منظومة الهيمنة وأكيد ليس بأدواتها المفككة في نشأتها لمراكز قوتنا

فإذا كنت على سكة حديد أنت وأهلك وولدك وقطار في اتجاهكم بكل سرعته، فإن القرار الحكيم ليس أن تسأل أسئلة كثيرة لا تملك إجابتها وليس لديك وقتا كافيا للنجاة.

القرار الحكيم الأول فقط أخرج عن السكة، وانجُ وأولادك وبعدها ستتلمس طريقك في فضاء أوسع.

وإياك أن ترجع للسكة! فالقطار إن أخطأك اليوم سيعود إليك غدا.

أما إذا أردت تحييد القطار فعليك بتفكيك السكة، فلن يصل إليك لأنك فككت بنيته التحتية.

وإذا قمت ببناء سكتك المستقلة بما غنمت وتعلمت كيف تحمي  بنيتك التحتية المستقلة؛ فأنت أنت جيل التحرير.

وإياك أخاطب.

Please follow and like us:
رضا بودراع
كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب