رضا بودراع يكتب: الناتو من الأوربة إلى الأمركة
وقع أمس أهم حدث دولي قلب بنية النظام الأمني العالمي
واثبت ذلك في مخرجات قمة الناتو في OTAN الأمريكية 2024
ويمكن وصف قمة الناتو هذه بأمرين
إعلان وفاة الناتو بكونه حلفا دفاعيا أورو أطلسي
وإعلان أمركة الحلف أمركة كلية لا تملك أوروبا منه شيء إطلاقا
وهذا ما استشرفته في كتابي استراتيجيات الصراع العالمي في 2021
وهذا يعني امور في غاية الأهمية
١- أن مركز البنية الأمنية لمجلس الأمن قد تغيرت فعليا وإعلان تفككه مسألة وقت
٢- بتمرد روسيا على القواعد الأمريكية، تم تعطيل معظم صلاحيات روسيا من طرف الكتلة الانجلوساكسونية
٣- وضعفت فرنسا بحيث لم يصبح لها وزن لا في مجلس الامن ولا في اوروبا ولا في أفريقيا ولا في الهيئات والشركات الدولية وهذا يعني لها التبعية المطلقة لأمريكا أو تركها تطحن في المنافسة الدولية
٤- ولم تتمكن الصين لحد الآن من أخذ مبادرات جادة تتحدى أمريكا في مجلس الأمن
٥- ولم يبق صاحب القرار الفعلي في مجلس الأمن الا أمريكا وحليفتها بريطانيا.
والخلاصة إن هناك اصطفافان
شرقي مع روسيا متمردة والصين منافسة
وغربي بقيادة امريكا وصياغة بريطانية
على استعداد أن يقاتلوا بآخر أوربي في الحرب الكبرى القادمة بعد استنفاذ العنصر البشري الأوكراني
وستحكم الحرب الكبرى القادمة معادلتان
١- بأسهم بينهم شديد
٢- ويد واحدة على المسلمين
تماما كما كان في الحرب العالمية الثانية
لكن لن يستطيعوا إيقاف موجة الحركات التحررية التي ستندلع تلقائيا وبشكل متتالي ومتزامن أيضا
في معظم أنحاء العالم عامة
وفي أمة الإسلام خاصة.