الأحد مايو 19, 2024
مقالات

عويل إيراني كبير لتموضع أمريكي خطير.

رضا بودراع يكتب: حرب الممرات الاستراتيجية

عويل إيراني كبير لتموضع أمريكي خطير.

أو لنقل

(تحرك إيراني محدود لتموضع عسكري أمريكي ممدود)

الصراخ الايراني الصاخب هدفه ما يلي:

١- تغطية التموضع العسكري الكبير للقطع الأمريكية وحلفاءها في بحر الشام والبحر الأحمر وباب المندب وإعطاء هذا التحرك مشروعية ما رغم مخالفته للقانون الدولي، لأن نشر هذا الكم من القوات مع الحلفاء يحتاج لمصادقة مجلس الأمن.

٢- توتير كلا من تركيا والسعودية ومصر للانخراط في هذا التموضع دون التفكير أنه حصار لهم في الحقيقة.

٣- رغبة إيران الشديدة في إبرام اتفاق إقليمي مع أمريكا يضمن تسوية الملفات الحيوية للمشروع الإيراني وهي على التوالي أذربيجان أفغانستان العراق وأخيرا البحر المتوسط (سوريا ولبنان)،

وليس في المجال الحيوي القدس أبدا وفق وثيقة الأمن القومي الإيراني الأخيرة التي تحدد المجالات الجيوية والاستراتيجية لإيران.

إنه لا يمكن فهم الصراخ الإيراني والتراقص الأمريكي دون فهم الحرب الأذرية الأرمينية

ودون معرفة مشروع «ممر بايدن» الأمريكي الذي يقطع طريق الحرير الصيني.

أقول جازما أن التحرك العسكري الإيراني المحدود سيعطي قبلة الحياة لمشروع حيوي لأمريكا اسمه ممر بايدن

وسيمكن من إكمال خطة حصار بلد سني آخر تمهيدا لضربه أو تمزيقه وتقاسمه.

تذكروا أن مع كل تهديد أمريكي بضرب إيران أو العكس تم غزو بلد سني

هدد بوش إيران فغزى العراق وأفغانستان

وهدد أوباما إيران فتم غزو سوريا وأعطى إيران العراق

ثم هددها في عهدته الثانية فأمضى لها على برنامجها النووي

وهدد ترامب إيران فأعطى الجولان للكيان وهدد بايدن إيران فأرسل بوارجه لغزة

وها هو يهددها من جديد ليتموضع أكثر استعدادا لضرب ربما أكثر من بلد سني في وقت واحد!

ومن خلال هذا التسلسل يظهر أن تهديد إيران تغطية لتأهيل إيران كقوة نووية فوق إقليمية ترث الجزء الشرقي من إقليم الشرق الأوسط الكبير

لقد نشرت «فوكس نيوز» عن ترامب بشأن احتمالية نشوب حرب بين اسرائيل وحزب ايران في لبنان، أنه قال

«لا تصدقوهم.. لن يحدث ذلك نهائيًا».

وصرح علنا أن إيران لن تضرب أي هدف حتى تعلمنا لإخلاء جنودنا كما حدث في العراق وسوريا بداية طوفان الأقصى.

وقال العقيد الأمريكي لورانس ويلكريسون

عن الكيان (أنهم كاذبون بشكل مزمن فلا تصدقوهم أبدا أبدا أبدا)

وأنا أقول أن إيران أكذب منهم جميعا فهم يرفعون شعار القدس، ليبيعونه في المزاد العلني مقابل تموضع دولي جديد لها في العالم القادم عالم ما بعد العولمة، وقد كشفت وثائقهم الاستراتيجية ذلك بكل وضوح، ولم يكن القدس أولوية، بل لم يذكر أبدا.

لقد كتبت سابقا

أن عمليات الحوثي واستعراضاته لها أهداف أبعد مما يتصور البعض

منها:

١- شرعنة تموضع الجديد للقوات الأمريكية وحلفاءها.

٢- القضاء على ما بقي من سنة اليمن وبالتالي تثبيت الحوثي ومنه يكون تحييد العنصر السني كعنصر ممكن يحدث مفاجأة مقاومة للوجود الغربي أثناء الصراع المرتقب بين أمريكا وبين الصين وروسيا.

يعني تقريبا نفس معادلة غزة وحزب الله

فالمعادلة مؤداها، تحييد غزة وابقاء حزب الله، وتحييد سنة اليمن وابقاء الحوثي،

وبذلك تحكم امريكا قبضتها على البحرين الابيض والاحمر وعلى المعابر الاستراتيجية الثلاث (مضيق هرمز باب المندب مضيق جبل طارق)

كل ذلك لتأمين «ممر بايدن» و«ممر داوود»

وقطعهما الطريق أمام «ممر بوتين» و«طريق الحرير» الصيني

نحن أمام حرب ممرات استراتيجية ستحدد مركزية القطب القادم.

‏________

تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في يوتيوب

تابع قناة جريدة الأمة الإلكترونية في واتساب

موضوعات ذات صلة
كتاب الإسلام المتعب للمؤلف جاكوب دون

الإسلام المتعب هذا عنوان كتاب لمؤلفه المفكر الصهيوني جاكوب دون أقرأ المزيد

Please follow and like us:
رضا بودراع
كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب