رضا بودراع يكتب: غزة الإعاقة الدولية!
عندما يدخل جيش في حرب مع خصم أضعف منه ويستعصي عليه
ينجم عن ذلك داخل الجيش مشكلة خطيرة، يسميها صن تزو صاحب كتاب فن الحرب ب “إعاقة الجيش” فيقول
(من لا يقدر على القضاء على العدو سريعا، عليه أن يتخذ الوضع الدفاعي
الدفاع يشير إلى القوة الغير كافية، والتكتيكات الدفاعية هي تحصين ضد الهزيمة.
أما الهجوم فهو يعبر عن فائض القوة.
إن إصدار الأوامر للجيش بالرجوع أو التحرك دون معرفة هل الجيش قادر أو غير قادر على إطاعة الأوامر، هذا ما يسميه بإعاقة الجيش) انتهى الاقتباس
يمكن القول إن الكيان الصهيوني بعد 190يوم من الحرب في غزة أصبح يتجه بشكل متسارع نحو الوضع الدفاعي أمام حرب الاستنزاف للمقاومة من تحت الأرض
وأصبح في وضع دفاعي ديبلوماسيا امام مجلس الأمن والأمم المتحدة
وأصبح في وضع دفاعي امام حلفاءه في الدول ولوبيات الضغط
وأصبح في وضع دفاعي أمام جبهته الداخلية
وما هو معروف في فن الحرب كما قرر صن تزو
أن فشل العمليات العسكرية في تحقيق هدف السياسي، سيجعل الجيش غير قادر على الحركة تقدما أو تأخرا
فهو لا يدري على أي أساس سيعيد تموضعه أو انتشاره، وهذا ما يسمى بإعاقة الجيش.
ويبدو من خلال التسلسل الزمني للأحداث ومجال مسرحها العملياتي في الأيام الأخيرة بين الكيان وإيران، كان لتسريح هذه الإعاقة!!
فأمام الإعاقة الشاملة في غزة اضطر جيش الكيان افتعال صراع أعلى ليخرج من صورة تعثر جيش إقليمي أمام حركة صغيرة،
فخلق صراع إقليمي إقليمي، ليتجاوز به الإعاقة العسكرية
ويخرج من الوضع الدفاعي المعبر عن الهزيمة
واختيار الخصم الإقليمي كان شديد العناية، فهو شديد الخلف ظاهريا شديد التفاهم جيواستراتيجيا،
فماذا حدث إذا في التسع ساعات التي حلقت فيها المسيرات الإيرانية إلى الكيان الصهيوني
١- أخرج الكيان من الوضع الدفاعي المشلول إلى إعادة ترتيب هيكلية سريعة استجابت لها كل القيادات التي كانت تلوح بالتمرد وأصبح للكيان وضع دفاعي نشط.
٢- أخرج الكيان والمجتمع الصهيوني من قفص الاتهام العالمي ككتلة متوحشة دموية معتدية إلى ضحية الارهاب الإسلامي (طبعا الغرب قليل من يفرق بين سنة وشيعة).
٣- إعادة تشكيل اصطفاف الحلف الصهيو صليبي المتضعضع أمام شعوب دول امريكا بريطانيا فرنسا ألمانيا
٤-أفرج عن الكثير من المساعدات العسكرية المجمدة مع الكيان، ومررت في الكونغرس سريعا عديد صفقات الأسلحة التي كان عدد من رجالات الكونغرس يماطلون فيها.
٥- تم بشكل بهلواني تفعيل الأردن ومصر كقبة حديدية حامية للكيان.
كل ذلك تحقق في ال 9 ساعات مسافة سكة المسيرات والمفرقعات.
الحقيقة أنا اعتبر التغلب على إعاقة جيش عمرها 190 يوم في تسع ساعات إنجازا عسكريا باهرا
لكن هل أنا الآن أتكلم عن جيش الكيان أو جيش إيران!!؟؟
أو أمريكا التي تدير اللعبة من فوقهم.
إن عملية تحرير جيش الكيان من الإعاقة العسكرية لن تغير كثيرا من وضعه الصعب ولا من نتائج العمليات العسكرية للمقاومة، لكنها ستكلفنا ربما 10 أو 15 ألف شهيدا إضافيا،
طبعا هذا لا يعني شيئا لإيران فهي تتفرج على 44ألف شهيد و136ألف معاق ومصاب و2مليون مهجر منذ 190 يوما ولم ترسل تسع مفرقعات في تسع ساعات.
ينبغي على الأمة أن تتغلب على إعاقتها بنفسها، فليس لدينا حلفاء ولا خصوم نستطيع الاتفاق معهم لخلق معارك زائفة تخلصنا من الإعاقة.
ليس أمامنا سوى مواصلة الجهاد والاستبسال في القتال حتى يتنزل النصر.
فلا تنتظروا جماعة (ياهووسين) ولا (جماعة لا سمح الله) ولا جماعة (الحقوق والحريات)
ولعل بشائر النصر لا تكاد ترى لمن كان يتأمل النصر من هؤلاء،
لكن مجرد احتياج قوة إقليمية كالكيان الصهيوني إلى قوة إقليمية أخرى كإيران، لإنقاذها من حركة صغيرة سببت لهم جميعا إعاقة كبيرة اضطروا فيها أن يكشفوا أوراقا خطيرة لطالما لبست على أمة الإسلام وضللت بوصلته.
فأبشروا بالنصر فإنه قادم
ودمتم أحرارا وسلامي للمجاهدين الأبطال.