لماذا طالت مدة الحرب والعدو كان لا يقدر إلا على حرب الأيام والأسابيع؟
الجواب ما قاله وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش: (أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك)
والثمن الذي يقصده، هو ما قاله
مستشار الأمن القومي الأمريكي بعد الفرار المذل من مطار كابل ٢٠٢١
وهو (أن الوجود الأمريكي لم يكن سيوقف تقدم طالبان وكنا سندفع ثمنا باهظا إذا بقينا.)
بمعنى أن الكيان يرى أن توقفه عن القتال سيخرجه من معادلة القتال من أجل النصر
إلى معادلة القتال من أجل الوجود
و الحقيقة أنه قد دخل المعادلة الأخيرة فعلا.
ويكون بذلك قد سقط في الفخ الذي حذر منه صن تزو صاحب كتاب فن الحرب
(لا تدخل حربا قبل أن ترى المخرج منها) وهم قد دخلوا حربا المخرج الوحيد منه هو خروجا من التاريخ.
لكن ما الذي فرض عليهم هذه المعادلة حقا!؟
الحقيقة أن هذا الذي يرونه ولا نراه!
يرونه لدرجة الانبهار و الشلل أمام هوله!
عندما كانت تغير الفرس والروم على الأقوام الأخرى كانوا يقهرون الجند ويجعلونهم يقبلون أرجلهم
كانوا يرون جيوشا، جنودا في الصباح و يلعقون الأحذية في الظهيرة
لكن الحال لم يكن مع من رباهم رسول الله و حملوا رسالة الإسلام
فقد رأوا بلال دائما عبدا وضيعا
وما هي إلا بضع غزوات حتى اعتلى رؤوس أشراف قريش يؤذن فوق الكعبة
ثم لم ينقضي عقدين حتى اعتلى بيت الأقصى يؤذن فوق رؤوس الصليبيين في فتح عمر رضي الله عنهم
أمريكا والكيان وحلفاءهم اعتادوا رؤية الجندي المصري صناعة الدولة الحديثة وهو يرفع ثيابه الداخلية البيضاء مستسلما
ورأوا الجندي العراقي وهو يقبل أحذية المارينز الأمريكي ليلة سقوط بغداد
لكن صدمتهم اليوم كبيرة جدا، وهم يرون شبابا بالشباشب يفجرون احدث الدبابات من مسافة الصفر
الآن تيقنوا أنهم دخلوا فعلا في المعركة الوجودية
وأن نهايتهم مسألة وقت فقط وإن أطالوها
الآن هم ينتقلون فعليا بفضل الله وثبات المجاهدين إلى قناعات جديدة
هي نفس القناعة التي وصل إليها الجندي الأمريكي في أفغانستان
من أن بقاءه فيها هو مظنة الموت
وكذلك الجندي الصهيوني أصبح يرى ذلك، بعدما كانت الرؤيا عنده أن وجوده هو مظنة البقاء.
إن تكلفة ذلك هو تصفية الكيان وطرده من الأرض المقدسة.
وأي تكلفة بالنسبة لهم أفظع وأخزى من ذلك !؟؟
ذلك أن الله على نصر أولياءه لقدير.
وانه لجهاد نصر أو استشهاد.
