
رغم حرب الإبادة التي شنها الكيان الصهيوني على أهالي غزة، والحصار المفروض عليهم في شهر رمضان، وحرب التجويع ضدهم بمنع إدخال المساعدات إليهم، نظمت أهالي غزة حدثًا قرآنيًّا كبيرًا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث يسرد 250 من الحافظين لكتاب الله، القرآن الكريم في جلسة واحدة بدأت بعد صلاة الفجر وستُختم بإفطار جماعي مع حلول أذان المغرب.
الفعالية التي جاءت تحت عنوان “”صفوة الحفّاظ.. على درب من رحلوا” تعد الأولى في خان يونس منذ وقف إطلاق النار في غزة الذي أُعلن عنه في 19 يناير الماضي.
ويشارك في الفعالية التي أقيمت داخل خيمة، حيث دمّرت الحرب نحو 80% من مساجد القطاع، أطفال ورجال وشيوخ، منهم من ختم القرآن خلال فترة الحرب التي امتدت 15 شهرًا. ومن بين الساردين أسرى محررون وجرحى وأطفال فقدوا غالبية عائلاتهم.
الفعالية الأولى بعد الهدنة
وقال حمادة العمودي رئيس اللجنة التحضيرية للفعالية، في تصريحات صحفية، إنهم اختاروا يوم السرد القرآني الكبير ليوافق 17 رمضان الذي وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، مشيرًا إلى أن فريق “تحدي الخير” قام بالتعاون مع دار القرآن الكريم والسنة في محافظة خان يونس، بترتيب هذا المشهد.
https://x.com/qudsn/status/1901524370922549340
وأفاد بحضور 250 حافظًا ساردًا للقرآن الكريم منذ الفجر، وكل حافظ يقابله مستمع، معتبرًا أن هذه الفعالية الأولى بعد الحرب في خان يونس “بمثابة رسالة تحدٍّ وصمود وانتصار على آلة العدو الصهيوني الذي قصف الديار واقتلع الأشجار وقتل الإنسان. نقول له من وحي القرآن: لن تستطيع أن تثني هذه العزيمة”، مؤكدًا على التسلّح بآيات الله.
وأوضح أن من بين الساردين الحافظين لكتاب الله، أسرى خرجوا في الصفقة الأخيرة قبل أسابيع، ومنهم جرحى، ومنهم من فقد 22 من أفراد عائلته كما حدث للطفل الحسن البالغ 8 سنوات الذي بدأ حفظ القرآن في عمر الثالثة وأتمّه في السادسة، ورغم الحرب والنزوح أكثر من 5 مرات واظب والداه على المراجعة معه والتمكين وهو يشارك في جلسة السرد اليوم.
ونوّه العمودي إلى أن الفعالية ستنتهي بتكريم يحضره وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وستُلقى كلمة يشارك فيها أهل القرآن وتنتهي بإفطار جماعي للساردين والمستمعين والضيوف “في تلك المنطقة التي نعيش فيها رغم الدمار والحصار”.
وأكد “نحن ثابتون مكملون منتصرون لن يستطيع أحد أن يقتلع هذه العزيمة من صدور أولئك الرجال حِفظًا وعملًا وتطبيقًا. يقولون لا للتنازل ولا للهجرة ولا للرحيل بل ثابتون على أرض فلسطين“.
وشدد على أن رسالة الفعالية تقول بكل وضوح إن “هذه الأجيال التي تتربى على القرآن تكوّن رجالًا سيرسمون معالم المجد والنصر وتحرير الأسرى والمسجد الأقصى“.
https://x.com/qudsn/status/1901524370922549340