رغم التطمينات اللبنانية.. القلق الألماني الخليجي قائم
الأمة ووكالات
بدأت اشتباكات مخيم عين الحلوة يوم الأحد الماضي، عقب اغتيال القيادي في حركة فتح أبو أشرف العرموشي، وأسفرت عن مقتل 13 شخصا.
طبيعة المخيم
وتتقاسم فصائل فلسطينية النفوذ في مخيم عين الحلوة، وهي حركة فتح، والتيار الإصلاحي في حركة فتح بقيادة محمود عيسى المعروف بـ “اللينو”، كذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي، إضافة إلى الجبهة الشعبية والجبهة الشعبية القيادة العامة.
كما يتواجد في المخيم قوى إسلامية كعصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة، الشباب المسلم وجند الشام.
ويعمل الأمن الوطني الفلسطيني على ضمان الأمن في المخيم والتعاون مع القوى الأمنية اللبناني.
اشتباكات تتوالى
وتتوالى الاشتباكات بشكل متقطع في مخيم عين الحلوة منذ أواخر التسعينيات. وفي صيف 2015 اندلع قتال بين حركة فتح وجماعة جند الشام، وخلّف 6 قتلى وأكثر من 70 جريحاً و3 آلاف نازح.
وفي عام 2017، خاض المخيم جولات عدة من القتال الذي لقي فيه 19 شخصاً حتفهم، وجرح العشرات.
أسبابها
يرى محللون أن ما جرى في مخيم عين الحلوة، هو انعكاس للصراع الذي يجري في الضفة الغربية، وحالة التشظي بها.
بينما يرى آخرون أن لزيارة مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى بيروت قبل حوالى الأسبوعين، دخل فيما جرى، حيث تسرب أنه “طلب من الجيش اللبناني التشدّد في موضوع ضبط المخيمات وقواعد بعض التنظيمات الفلسطينية في لبنان مخافة تصدير تجربة حزب الله في لبنان وتجربة حماس في غزة إلى الضفة الغربية”.
وآخرون رأوا أنها نتيجة لعملية ثأرية بين جند الشام، والشباب المسلم.
مصير مخيف
يخشى الفلسطينيون كثيرًا أن يكون مستقبل مخيم عين الحلوة كمخيم نهر البارد ومخيم اليرموك ومصير فلسطينيي العراق وليبيا”، الذين دفعوا ثمن “هجمات كبيرة على المخيمات لتدمير حق العودة.
تطمينات ميقاتي لا تجدي
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، السبت، إن “الوضع الأمني بالإجمال لا يستدعي القلق والهلع”، بعد أن أصدرت ألمانيا ودول في الخليج تحذيرات جديدة من السفر في أعقاب اندلاع أعمال عنف.
وذكر ميقاتي في بيانه “بنتيجة البحث مع القيادات العسكرية والأمنية، أفادت المعطيات المتوافرة أن الوضع الأمني بالإجمال لا يستدعي القلق والهلع، وإن الاتصالات السياسية والأمنية لمعالجة أحداث مخيم عين الحلوة قطعت أشواطا متقدمة”.
وأوضح البيان إن ميقاتي “كلف وزير الخارجية والمغتربين، عبد الله بو حبيب، التواصل مع الأشقاء العرب لطمأنتهم إلى سلامة مواطنيهم في لبنان”.
موقف ألمانيا والخليج
حدثت السعودية والكويت وألمانيا وبريطانيا التحذيرات من السفر وسط اشتباكات بين فصائل متناحرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.
وحثت السفارة السعودية، الجمعة، مواطنيها على مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة، وتجنب المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
وقالت السفارة في بيان نشر على منصة أكس، المعروفة سابقا باسم تويتر “تود السفارة تحذير المواطنين الكرام من التواجد والاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، كما تطالب المواطنين بسرعة مغادرة الأراضي اللبنانية، وأهمية التقيد بقرار منع سفر السعوديين إلى لبنان”.
كما أصدرت الكويت في وقت مبكر السبت بيانا تدعو فيه مواطنيها في لبنان إلى توخي الحذر. وقالت السفارة الكويتية في لبنان في بيان على حساب وزارة الخارجية على منصة أكس “تهيب سفارة دولة الكويت لدى الجمهورية اللبنانية بمواطني دولة الكويت المتواجدين في الجمهورية اللبنانية التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنية في بعض المناطق والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات المحلية المختصة”. لكنها لم تطلب منهم المغادرة.
وحذرت ألمانيا الأسبوع الماضي مواطنيها من السفر إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان ومناطق أخرى. ونصحت بريطانيا أيضا مواطنيها بعدم السفر “إلا للضرورة” إلى مناطق جنوب لبنان، بما في ذلك بالقرب من عين الحلوة.
وضع المخيم
نزح نحو رُبع سكان المخيم البالغ عددهم 80 ألفا بسبب الاشتباكات التي اندلعت في 29 يوليو بين حركة فتح وإسلاميين متشددين.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فإن مخيم عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان تأوي ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء البلاد.