أكدت حركة حماس في بيان استعدادها للتوصل إلى “صفقة شاملة” يطلق بموجبها سراح الرهائن مقابل عدد متفق عليه من المحتجزين الفلسطينيين في إطار اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
إلا أن إسرائيل رفضت، وقالت إنها تتوقع أن يؤدي هجومها للسيطرة على مدينة غزة إلى نزوح مليون فلسطيني.
في وقت تظاهر الآلاف في القدس للمطالبة بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني حيث أفاد الدفاع المدني بمقتل 45 شخصا في أربع وعشرين ساعة، هذا وأعلن جهاز الشاباك إحباطه مخططا لاغتيار وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير.
وأضافت حماس “تجدد الحركة التأكيد على موافقتها لتشكيل إدارة وطنية مستقلة من التكنوقراط لإدارة شؤون قطاع غزه كافة وتحمل مسؤولياتها فورا في كل المجالات”.
ويأتي بيان حماس بعد فترة وجيزة من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحركة إلى إطلاق سراح كل الرهائن المتبقيين وعددهم 20.
وانتقد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ما أعلنته حماس.
وقال البيان “للأسف، هذه مناورة أخرى من حماس لا جديد فيها”.
وأضاف مكتب نتنياهو أن الحرب في غزة لن تنتهي إلا بإطلاق سراح جميع الرهائن ونزع سلاح حماس وجعل قطاع غزة منزوع السلاح وفرض إسرائيل سيطرتها الأمنية عليه وتأسيس إدارة مدنية بديلة.
ووافقت حماس في أغسطس على اقتراح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما مع إسرائيل يتضمن الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين في غزة وإطلاق إسرائيل سراح بعض المحتجزين الفلسطينيين.
وقال مصدر رسمي مصري إن الاقتراح الذي قبلته حماس شمل تعليق العمليات العسكرية الإسرائيلية لمدة 60 يوما، وحدد إطارا لاتفاق شامل لإنهاء الصراع المستمر منذ نحو عامين.
وقال نتنياهو بعد أيام إن إسرائيل ستستأنف على الفور المفاوضات من أجل استعادة جميع الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب لكن بشروط مقبولة لإسرائيل.
مليون نازح
و أفاد بيان صادر عن الجيش بأنّ رئيس الأركان إيال زامير جال في القطاع وتفقد الجنود في موقع يشرف على مدينة غزة، حيث قال “نكثّف عملياتنا على الجبهة الرئيسية”.
من جانبه، قال مسؤول رفيع في وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنّ الدولة العبرية تتوقع أن “ينزح مليون شخص” من مدينة غزة نحو الجنوب، من دون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك.
وأضاف المسؤول في الوحدة التابعة لوزارة الدفاع والذي تحدث للصحافيين بشرط عدم كشف هويته “حتى الآن، غادر حوالى 70 ألف غزّي شمال القطاع”.
واضطرّت الحرب الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرات عدة.
وأشار المسؤول إلى أن إسرائيل “تسعى لتحديد منطقة إنسانية”، وسيتم الإعلان عنها رسميا في الأيام المقبلة.
ومن المقرر أن تمتد هذه المنطقة من مجموعة من مخيمات اللاجئين في وسط غزة إلى منطقة المواصي الساحلية جنوبا كما ستمتد نحو الشرق، بحسب المسؤول.
وفي بداية الحرب، صنّفت الدولة العبرية المواصي “منطقة إنسانية”، لكن خيم النازحين فيها لم تسلم من القصف المتكرر للجيش الإسرائيلي.
تظاهرات في القدس
في القدس، احتشد متظاهرون في الشوارع مجددا مساء الأربعاء، استجابة لدعوات من عائلات الرهائن وناشطين.
ورفعوا لافتات كُتب عليها “أوقفوا الحرب” و”لا تضحّوا بهم”، في إشارة الى مخاوف من أن يهدد الهجوم على مدينة غزة حياة الرهائن.
ويأتي التحرّك الاحتجاجي الذي يمتدّ لثلاثة أيام حتى الجمعة، وهو اليوم الـ700 على بدء الحرب.
وقالت أنات أنغريست والدة ماتان وهو جندي محتجز لدى حماس، “سيمر 700 يوم على انتظاري لإنقاذ ابني من الجحيم، والأمر بين أيديكم. أستطيع رؤية ماتان غدا بقرار واحد منكم”.
وأضافت خلال مؤتمر صحافي على هامش تظاهرة صباحا “ولكن بدلا من من الاستناد إلى الاتفاق الموجود على الطاولة للتوصل إلى اتفاق شامل، تختارون الاستمرار في التضحية بهم، وفي التخلّي عنهم”.
من جانبها، قالت نيرا شرابي التي خطف زوجها يوسي حياً ولكنه توفي أثناء احتجازه إنّ “الضغط العسكري يعرّض حياة الرهائن للخطر، حيث يعانون من ظروف جسدية ونفسية بالغة السوء. كما يقوّض إمكانية إعادة (الرهائن) الموتى”.
وخلال فترة الصباح، أشعل محتجون مستوعبا للنفايات في حي سكني قريب من مقر إقامة نتانياهو، ما أدى لانتشار النيران واحتراق سيارة جندي احتياط.
ووصفت الشرطة هذا التحرّك بـ”عمل إجرامي”، بينما دانه وزير العدل ياريف ليفين واعتبره “عملا إرهابيا”.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة، ما زال 47 في القطاع قال الجيش إن 25 منهم لقوا حتفهم.
إعاقات دائمة لـ21 ألف طفل
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل عمليات القصف في أنحاء مختلفة من غزة، والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصا الأربعاء، بحسب ما أفاد الدفاع المدني في القطاع.
وأظهرت صور لوكالة فرانس برس فلسطينيين يبكون أقارب لهم قُتلوا في غارة على شقة في مدينة غزة، حيث كثّف الجيش الإسرائيلي ضربات منذ أيام.
وقالت أم عبد أبو الجُبين وهي تحتضن حفيدها “وجدنا (جثة) ابنتي مقطّعة هي وزوجها و(أشلاء) بناتها متناثرة حولهما”.
إلى ذلك، أعلنت لجنة تابعة للأمم المتحدة أنّ 21 ألف طفل على الأقل في غزة باتوا يعانون من إعاقات منذ اندلاع الحرب.
وقالت “اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” إن حوالى 40500 طفل تعرّضوا إلى “إصابات مرتبطة بالحرب” منذ اندلاعها قبل نحو عامين، بات أكثر من نصفهم يعانون من إعاقات.
مخطط لاغتيال بن غفير
هذا وأعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) أمس الأربعاء إحباط مخطط لاغتيال وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بواسطة طائرات مسيّرة، متهما خلية تابعة لحماس بتدبيره.
وأفاد الجهاز في بيان بأنه قام خلال الأسابيع الماضية بعملية مشتركة مع الجيش، تمّ خلالها اعتقال أعضاء خلية تابعة لحركة حماس كانت تنشط في مدينة الخليل.
ويعيش بن غفير في مستوطنة إسرائيلية قريبة من المدينة الفلسطينية الواقعة في جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وشكر الوزير عبر حسابه على تلغرام جهاز الأمن على ضبط الخلية، متوعدا أفرادها بـ”ظروف صارمة في السجن”.
وقال الشاباك إنه “يشتبه” بأن الخلية “عملت تحت إشراف حماس في تركيا لتنفيذ هجوم” يستهدف بن غفير، مشيرا الى أن أفرادها “اشتروا عددا من الطائرات المسيرة التي كانوا ينوون تزويدها بالمتفجرات لتنفيذ الهجوم”.
ويعد بن غفير من أبرز وجوه اليمين المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وهو يدعم ضمّ الضفة الغربية ويعارض أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة. كما يطلق غالبا تصريحات استفزازية، ودخل مرارا الى باحات المسجد الأقصى حيث أدى الصلاة في انتهاك للوضع القائم، مثيرا انتقادات فلسطينية ودولية عدة.
وسبق لمكتب بن غفير أن أعلن مطلع العام 2023، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فلسطينيا كان يخطط لاغتياله.