الأمة الثقافية

روايةٌ في كُبّاية: (بلد العميان) للأديب الإنجليزي “هيربرت ويلز”

بلد العميان.. قصة خيالية تعد من أشهر القصص على الاطلاق للكاتب (هـيربرت جورج ويلز) طبعت لأول مرة عام 1936م، وما زالت حتى الآن واحدة من أروع القصص العالمية..

يحدثنا فيها المؤلف وكاتب القصة عن مرض غريب انتشر في قرية نائية معزولة عن العالم بجبال الأنديز، فأصاب المرض سكان القرية بالعمى

ومنذ تلك اللحظة انقطعت صلتهم بالخارج ولم يغادروا قريتهم قط

تكيّفوا مع العمى وأنجبوا أبناء عُميان

جيل بعد جيل حتى أصبح كل سكان القرية من العميان، ولم يكن بينهم مبصر واحد

وذات يوم وبينما كان البطل (نيونز) متسلقا الجبال يمارس هوايته، انزلقت قدمه فسقط من أعلى القمة إلى القرية، ولم يُصب بأذى، إذ سقط على عروش أشجار القرية الثلجية

أول ملاحظة له كانت أن البيوت من دون نوافذ، وأن جدرانها مطلية بألوان صارخة وبطريقة فوضوية، فحدّث نفسه قائلاً: لا بُد أن الذي بنى هذه البيوت شخص أعمى.

وعندما توغل إلى وسط القرية بدأ في مناداة الناس، فلاحظ أنهم يمرون بالقرب منه ولا أحد يلتفت إليه..

هنا عرف أنه في (بلد العُميان)

فذهب إلى مجموعة منهم، وبدأ يعرفهم بنفسه؟

من هو ؟

وما هي الظروف التي أوصلته إلى قريتهم؟

وكيف أن الناس في بلده (يبصرون)

وما أن نطق بهذه الكلمة.. حتى أحس بخطر المشكلة وانهالت عليه الأسئلة:

ما معنى يبصرون ؟

وكيف؟

وبأي طريقة يبصر الناس؟

سخر القوم منه وبدأوا يقهقهون

بل ووصلوا إلى أبعد من ذلك حين اتهموه بالجنون.. وقرر بعضهم إزالة عيون (نيونز) فقد اعتبروها مصدر هذيانه وجنونه.

لم ينجح بطل القصة (نيونز) في شرح معنى البصر، وكيف يفهم من لا يبصر معنى البصر؟ فهرب قبل أن يقتلعوا عينيه وهو يتساءل: كيف يصبح العمى صحيحاً، بينما البصر مرضاً؟! 

“بلد العميان”.. هو كل مجتمع يسوده الجهل والفوضى والفساد والتخلف والفقر والعنف والتعصب بسبب افكار غير صالحة ومُهيمنة عليه

بلد العميان هذا هو كل مجتمع تسوده الطائفية البغيضة وكراهية الآخر المختلف

بلد العميان هو ذلك المجتمع الذي يوجد فيه أفراد جل همهم ماذا يأخذون منه، لا ماذا يقدمون له.

باختصار…

نحن نخشى أن نبصر مثل العالم فنرفض أي فكرة جديدة تساعدنا على البصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights