رواية في كُبّاية: (القطار الأخير إلى إسطنبول) للكاتبة عائشة كولين

(القطار الأخير إلى إسطنبول)

صدرت رواية (القطار الأخير إلى إسطنبول) للكاتبة عائشة كولين، لأول مرة باللغة التركية عام 2002م، ثم تمت ترجمتها إلى عدة لغات، من بينها الإنجليزية والعربية، وأصبحت من بين الروايات الأكثر مبيعًا عالميًا.

تدور أحداث الرواية خلال الحرب العالمية الثانية حيث تسلط الضوء على الموقف التركي الحيادي في الصراع مع التركيز على جهود الدبلوماسيين الأتراك لإنقاذ مواطنيهم اليهود من أوروبا التي اجتاحها النازيون.

الرواية مستوحاة من أحداث حقيقية وتعكس القيم الإنسانية في ظل الفوضى والدمار.

الشخصيات الرئيسية:

  1. سيلفا – فتاة تركية من عائلة مسلمة مرموقة، تقع في حب رجل يهودي.

2. رافائيل – زوج سيلفا اليهودي الذي تعاني بسببه من رفض عائلتها.

3. سلجوق – شقيق سيلفا الذي يعمل دبلوماسيًا في السفارة التركية في باريس.

4. ماجد – زوج سلجوق، وهو شخصية داعمة تلعب دورًا في القصة.

5. الدبلوماسيون الأتراك – شخصيات مسؤولة عن التخطيط لإنقاذ اليهود الأتراك من فرنسا النازية.

الحبكة:

تبدأ الرواية في تركيا حيث تعيش سيلفا ضمن عائلة مرموقة، لكنها تختار تحدي العادات والتقاليد وتتزوج من رافائيل، وهو يهودي تركي.

تعاني من القطيعة العائلية بسبب هذا الزواج، لكنها تستمر في حياتها مع زوجها.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال النازيين لفرنسا يصبح اليهود في خطر كبير، بمن فيهم رافائيل وسيلفا، اللذان يعيشان في فرنسا.

في الوقت ذاته، تتصاعد الضغوط السياسية والدبلوماسية على تركيا للحفاظ على موقفها المحايد في الحرب.

يعمل الدبلوماسيون الأتراك على وضع خطة جريئة لإنقاذ اليهود الأتراك العالقين في فرنسا ونقلهم إلى بر الأمان في تركيا.

يواجهون تحديات خطيرة، حيث يعرّضون أنفسهم للخطر لمساعدة أبناء وطنهم في ظل هيمنة النازيين.

النقطة المحورية في الرواية هي رحلة القطار الذي ينقل هؤلاء اللاجئين من فرنسا إلى تركيا، عبر مناطق يسيطر عليها الألمان.

القطار المليء باليهود الأتراك، يصبح رمزًا للأمل والمقاومة في مواجهة الظلم.

الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجه الركاب تهديدات من القوات النازية التي قد توقف القطار في أي لحظة، مما يجعل الهروب صعبًا.

مع تقدم الأحداث، تنجح المهمة بفضل شجاعة الدبلوماسيين وتصميمهم، ويصل القطار أخيرًا إلى تركيا، مما ينقذ أرواح العشرات من اليهود الذين كانوا مهددين بالإبادة.

تعكس الرواية كيف يمكن للشجاعة والتعاون الإنساني أن يتغلبا على قسوة الحروب والكراهية.

أهم الموضوعات في الرواية:

  1. الصراع بين الحب والتقاليد – علاقة سيلفا ورافائيل تمثل تحديًا للمجتمع المحافظ.
  2. حياد تركيا في الحرب العالمية الثانية – كيف حاولت تركيا الموازنة بين علاقاتها مع القوى الكبرى.
  3. الإنسانية في ظل الحرب – الدور البطولي للدبلوماسيين الأتراك في إنقاذ الأرواح.
  4. الخوف والأمل – تصوير دقيق لمشاعر اليهود في أوروبا خلال تلك الفترة.

لماذا تعتبر هذه الرواية مهمة؟

تسلط “القطار الأخير إلى إسطنبول” الضوء على جانب غير معروف من الحرب العالمية الثانية، حيث يُظهر الدور الذي لعبته تركيا في إنقاذ اليهود.

بأسلوبها العاطفي والواقعي، تقدم عائشة كولين شهادة على الإنسانية والشجاعة في أوقات الأزمات، مما جعل الرواية واحدة من أكثر الكتب مبيعًا عالميًا.

نبذة عن حياة الكاتبة:

عائشة كولين (Ayşe Kulin) هي كاتبة وروائية تركية بارزة وُلدت في 26 أغسطس 1941م، في إسطنبول، تركيا.

تُعرف بأسلوبها الأدبي العاطفي والمميز، وغالبًا ما تستلهم أعمالها من الأحداث التاريخية والقصص الواقعية.

حياتها ومسيرتها الأدبية:

درست عائشة كولين الأدب في جامعة إسطنبول وبدأت مسيرتها كصحفية وكاتبة سيناريو.

 اشتهرت برواياتها التي تتناول القضايا الاجتماعية والسياسية، وخاصة تلك التي تسلط الضوء على التاريخ التركي المعاصر.

 اكتسبت شهرة واسعة بعد إصدار رواية “القطار الأخير إلى إسطنبول”، والتي لاقت نجاحًا عالميًا وترجمت إلى عدة لغات.

 كتبت العديد من الروايات الناجحة مثل “الضباب

والصيف الراحل وغالبًا ما تركز على شخصيات قوية تواجه تحديات مصيرية.

الجوائز والإنجازات:

 حصلت على عدة جوائز أدبية في تركيا تقديرًا لأعمالها.

  تُعتبر واحدة من أكثر الكاتبات التركيات شعبية وتأثيرًا في العصر الحديث.

أسلوبها الأدبي يجمع بين السرد العاطفي، والتاريخي، والواقعي، مما يجعل أعمالها قريبة من القراء ومحفزة للتفكير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights