رواية في كُبّاية: (حياة باي) للكاتب الكندي “يان مارتل”

صدرت رواية (حياة باي) لأول مرة عام 2001، وهي من تأليف الكاتب الكندي يان مارتل.

فازت الرواية بجائزة بوكر الأدبية عام 2002 وأصبحت من أكثر الكتب مبيعًا عالميًا.

لاحقًا تم تحويلها إلى فيلم سينمائي ناجح عام 2012، وحصل على أربع جوائز أوسكار، من بينها جائزة أفضل مخرج.

تدور رواية حياة باي حول صبي هندي يُدعى بِيسين موليتور باتيل، المعروف باسم باي. ينشأ في مدينة بونديشيري الهندية، حيث يدير والده حديقة حيوان. منذ صغره، يُظهر باي اهتمامًا عميقًا بالأديان، فلا يكتفي بتنشئته الهندوسية، بل يعتنق الشرائع الاخرى أيضًا، معتقدًا أن لكل دين جماله الفريد.

الهجرة والمأساة في البحر

بسبب الاضطرابات السياسية في الهند في السبعينيات، تقرر عائلة باي الهجرة إلى كندا بحثًا عن مستقبل أفضل.

يركبون سفينة شحن يابانية تسمى تسيمتسوم، تأخذهم مع بعض الحيوانات من حديقة الحيوان، لكن السفينة تغرق في المحيط الهادئ بسبب عاصفة مفاجئة.

ينجو باي وحده على قارب نجاة مع أربعة حيوانات: حمار وحشي مصاب، وضبع متوحش، وأنثى أورانجوتان، ونمر بنغالي ضخم يُدعى ريتشارد باركر.

الصراع من أجل البقاء

سريعًا، تتحول الحياة على القارب إلى صراع دموي،حيث يقتل الضبع الحمار الوحشي ثم أنثى الأورانجوتان، قبل أن يقتله النمر ريتشارد باركر.

يجد باي نفسه وحيدًا مع النمر، ويواجه رعب البقاء في المحيط المفتوح، حيث الجوع والخوف والمجهول.

لكنه يقرر استخدام معرفته بالحيوانات لترويض النمر، ويفرض سيطرته عبر توفير الطعام والماء له، ليصبحا في النهاية شريكين غير متوقعين في معركة النجاة.

رحلة طويلة وغامضة

يمضي باي 227 يومًا في البحر، يواجه فيها الجوع، العطش، العواصف، وأسماك القرش.

ينجو بفضل مهاراته في الصيد وتجميع مياه المطر. في مرحلة ما، يصل إلى جزيرة غريبة مليئة بحيوانات الليمور، لكنها تتحول إلى مكان مرعب عندما يكتشف أن مياهها سامة وتأكل لحوم الكائنات الحية، فيفرّ عائدًا إلى البحر.

النهاية والأسئلة الفلسفية

في النهاية، يصل القارب إلى شواطئ المكسيك، حيث يهرب ريتشارد باركر إلى الغابة دون أن ينظر خلفه، تاركًا باي يشعر بحزن شديد لفراقه.

يتم إنقاذ باي ونقله إلى المستشفى، حيث تطرح عليه السلطات اليابانية أسئلة حول غرق السفينة.

يروي لهم نسخة أخرى، عندما لا يصدقون قصته عن الحيوانات، حيث يرمز كل حيوان إلى شخص: الحمار الوحشي لرجل مصاب، والضبع لطباخ شرير، وأنثى الأورانجوتان لوالدته، أما النمر ريتشارد باركر فهو يمثل باي نفسه، في تجسيدٍ رمزي لوحشيته من أجل البقاء.

يترك المؤلف للقارئ حرية اختيار أي نسخة يصدقها، مما يجعل الرواية تأملًا عميقًا في الخوف، الإيمان، والبقاء.

معلومات فنية عن الفيلم المقتبس من الكتاب

تم تحويل رواية حياة باي إلى فيلم سينمائي ناجح صدر عام 2012م، من إخراج أنغ لي.

الفيلم كان إنجازًا بصريًا مذهلًا، حيث استخدم تقنيات CGI متطورة لإظهار النمر ريتشارد باركر والمشاهد البحرية بشكل واقعي ومبهر.

معلومات عن الفيلم:

العنوان: Life of Pi

 المخرج: أنغ لي

الممثل الرئيسي: سوراج شارما (قام بدور باي)

الجوائز: فاز الفيلم بأربع جوائز أوسكار، منها أفضل مخرج، أفضل مؤثرات بصرية، أفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقى تصويرية.

حقق الفيلم نجاحًا عالميًا، وأشاد به النقاد بسبب قصته العميقة، ورسائله الفلسفية حول الإيمان والبقاء، بالإضافة إلى تقنياته السينمائية المذهلة.

المؤلف:

يان مارتل كاتب كندي، وُلد في إسبانيا عام 1963م، لأبوين كنديين كانا يعملان في السلك الدبلوماسي.

تنقّل في طفولته بين عدة دول مثل كوستاريكا وفرنسا والمكسيك وكندا، مما أثر على رؤيته الثقافية والأدبية. رغم أن أحداث حياة باي تدور في الهند في بدايتها، إلا أن مارتل نفسه ليس هنديًا، لكنه استوحى الكثير من التفاصيل من رحلاته وأبحاثه حيث استوحى مارتل القصة من صديقة طفولته إليانور ومغامرتها في الهند.