روسيا تستخدم مُسيرات رخيصة الثمن لتحديد مواقع الدفاعات الأوكرانية
قال مسؤول استخباراتي عسكري أوكراني إن روسيا بدأت في تضمين طائرات بدون طيار جديدة رخيصة الثمن في هجماتها طويلة المدى على أوكرانيا، في محاولة لتحديد الدفاعات الجوية وتصوير أي ضرر والعمل كطُعم.
وقال المسؤول لرويترز إن النوعين الجديدين من الطائرات بدون طيار، اللذين استخدمتهما روسيا في خمس هجمات بطائرات بدون طيار في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية بما في ذلك ضربة ليلية يوم الخميس، يتم إنتاجهما من مواد مثل البلاستيك الرغوي والخشب الرقائقي.
يحمل النوع الأول كاميرا وبطاقة SIM للهاتف المحمول الأوكراني لإرسال الصور إلى الجيش الروسي وقال أندري تشيرنياك المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية “إنهم يحددون أماكن تمركز مجموعاتنا المتحركة، ومواقع المدافع الرشاشة التي يمكنها تدميرها. إنهم يحاولون… الحصول على صورة عن أماكن تمركز دفاعاتنا الجوية”.
وتُعد التفاصيل التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا من تشيرنياك دليلاً إضافيًا على سعي روسيا إلى تكييف تكتيكاتها وتجربة تكنولوجيا جديدة للحصول على ميزة أثناء ضرباتها الصاروخية والطائرات بدون طيار اليومية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية.
أصبحت طائرات “شاهد” الهجومية الإيرانية، التي تطير إلى هدفها وتنفجر عند الاصطدام، عنصرا أساسيا في الهجمات الجوية الروسية منذ أن بدأت في استخدامها في العام الأول من الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير 2022.
وتحاول أوكرانيا، التي تناشد الغرب توفير المزيد من الدفاعات الجوية لصد الغارات الجوية الروسية المتزايدة على منشآتها للطاقة منذ شهر مارس/آذار، جاهدة إخفاء مواقع أنظمة دفاعها الجوي.
وأضاف تشيرنياك أن الطائرات الروسية بدون طيار الجديدة المزودة بكاميرات لا تحمل متفجرات لكنها تشبه إلى حد كبير طائرات “شاهد” العادية وتطير بمجموعات منها.
وأضاف تشيرنياك أن النوع الثاني الجديد من الطائرات بدون طيار لا يحتوي على أي شحنة متفجرة أو يحتوي على شحنة صغيرة فقط ويتم استخدامه كطعم.
وبما أنه من الصعب تمييزها عن طائرة هجومية عادية من الأرض، فلا بد من إسقاطها، للكشف عن أماكن تواجد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
وقال إن الطائرات بدون طيار الجديدة قد تكلف نحو 10 آلاف دولار لكل طائرة على الرغم من مداها الطويل، مما يجعل إنتاجها أرخص بكثير من إنتاج صواريخ الدفاع الجوي.
وأضاف أن الطائرات بدون طيار قادرة أيضا على التحليق على ارتفاع 1000 متر (3000 قدم)، مما يجعلها خارج نطاق المدافع الرشاشة والبنادق الأوتوماتيكية.
لقد كان غزو روسيا لأوكرانيا بمثابة أرض اختبار لتكنولوجيا الحرب باستخدام الطائرات بدون طيار، حيث استخدم الجانبان طائرات بدون طيار للهجوم والاستطلاع على نطاق واسع في ساحة المعركة.
وقد ضخت كييف طاقتها في إنتاج الطائرات بدون طيار محليًا لتضييق الفجوة بين قدراتها الضاربة وقدرات موسكو، حيث شنت هجمات طويلة المدى بطائرات بدون طيار على أهداف روسية بما في ذلك مصافي النفط.
وتقول روسيا إن هجماتها الجوية بعيدة المدى تستخدم لإضعاف أوكرانيا عسكريا. وتقول أوكرانيا إن الهجمات الروسية أصابت مباني مدنية وتسببت في أضرار جسيمة لمرافق الطاقة المدنية وخسائر في الأرواح بين المدنيين.
وتحتل القوات الروسية نحو 18% من الأراضي الأوكرانية وتحقق مكاسب تدريجية في الشرق في الأشهر الأخيرة، مما يضع كييف في موقف دفاعي على طول خط المواجهة الذي يمتد لمسافة ألف كيلومتر (600 ميل).