أجرى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الأحد محادثات في العاصمة الصينية بكين مع نظيره الصيني وانغ يي، تركزت على الأزمة الأوكرانية والعلاقات مع الولايات المتحدة،
وذلك في إطار جولة آسيوية شملت أيضًا كوريا الشمالية، حيث تلقى لافروف دعمًا مؤكدًا من بيونغ يانغ في صراع بلاده مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الطرفين “ناقشا العلاقات مع الولايات المتحدة وآفاق تسوية الأزمة الأوكرانية”.
وتُعد الصين شريكًا دبلوماسيًا واقتصاديًا رئيسيًا لموسكو، لكنها تؤكد حيادها في النزاع الروسي الأوكراني، رغم عدم إدانتها غزو أوكرانيا عام 2022 أو مطالبتها روسيا بسحب قواتها.
ويرى محللون أن اللقاء يعكس توجّهًا متزايدًا لتنسيق المواقف بين بكين وموسكو في مواجهة الضغوط الغربية.
ويقول ألكسي بورودين، محلل في مركز الدراسات الجيوسياسية بموسكو، إن “زيارة لافروف تشير إلى سعي موسكو لتنسيق أعمق مع بكين في ظل العزلة الغربية، خاصة في ملفات حساسة كأوكرانيا وكوريا الشمالية”.
في المقابل، تؤكد الصين مرارًا دعوتها إلى وقف القتال، وتتهم الدول الغربية بإطالة أمد الصراع من خلال تسليح أوكرانيا. ويرى ليو مينغ، أستاذ العلاقات الدولية في شنغهاي، أن “رغم تأكيد الصين على الحياد، فإن تقاربها الاقتصادي والدبلوماسي مع روسيا يُنظر إليه في الغرب كدعم ضمني، ما يعقّد صورة بكين كوسيط سلام”.
كما ناقش الوزيران قضايا دولية أخرى، من بينها الحرب في غزة و”الوضع في شبه الجزيرة الكورية”، بحسب البيان الروسي. وتأتي هذه التحركات وسط قلق غربي من تنامي محور موسكو – بكين – بيونغ يانغ، إذ ترى دول حلف الناتو أن هذا التقارب يعيد رسم توازنات القوى العالمية.
وتقول كارلا جينسون، خبيرة الشؤون الأوروبية، إن “الولايات المتحدة تراقب عن كثب هذه اللقاءات، إذ إنها تمثل تحديًا لتحالفات ما بعد الحرب الباردة، وتعزز محورًا جديدًا يعيد تشكيل النظام العالمي”.
وفي ضوء هذه التطورات، يرى مراقبون غربيون أن التحالف الروسي الصيني – بدعم من كوريا الشمالية – يمثل تصعيدًا جيوسياسيًا واضحًا، قد يطيل أمد النزاعات الإقليمية ويدفع باتجاه مزيد من الاستقطاب الدولي.
في الوقت ذاته، تجد القوى الغربية نفسها أمام تحدي موازنة الدعم لأوكرانيا دون الانزلاق إلى مواجهة أوسع مع محور شرقي متماسك، ما يزيد من تعقيد مشهد السياسة الدولية في السنوات القادمة.
وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جوليان بيكر، في مؤتمر صحفي بواشنطن: “نحن نتابع عن كثب التنسيق بين موسكو وبكين. لا نرى في هذه اللقاءات جهودًا حقيقية لدفع عملية السلام في أوكرانيا، بل محاولة لتقويض النظام الدولي القائم على القواعد وشرعنة العدوان”.
وأضافت أن الولايات المتحدة “ستواصل دعم أوكرانيا بكل الوسائل السياسية والعسكرية الممكنة، وستحاسب أي جهة تساهم في إطالة أمد الحرب أو تقويض الأمن الإقليمي”.