في تطور طبي مبشّر، بدأت مراكز طبية رائدة مثل «مايو كلينك» في الولايات المتحدة بتطبيق زراعة الكبد كخيار علاجي مبتكر لمرضى سرطان القولون والمستقيم الذين انتشر المرض لديهم إلى الكبد، ولم يكن من الممكن استئصال الأورام لديهم بالجراحة التقليدية.
هذا النهج العلاجي يُعتبر تحوّلاً نوعياً في مسار علاج أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً، حيث أن نقائل الكبد كانت تعني سابقاً تقليص الخيارات إلى العلاج الكيميائي التلطيفي فقط.
لكن مع المعايير الدقيقة لاختيار المرضى المناسبين – من ضمنها الاستجابة للعلاج الكيميائي وعدم وجود نقائل خارج الكبد – أصبح بالإمكان توفير فرصة حقيقية للشفاء، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات البقاء على قيد الحياة لدى هذه الفئة، لتصل في بعض الدراسات إلى 50% خلال خمس سنوات، مقارنة بنسبة 15% سابقاً.
قصة واقعية تعكس النجاح:
المريض “غاري”، الذي شُخّص بسرطان القولون المنتشر إلى الكبد، خضع لزراعة كبد بعد استيفائه الشروط، واستعاد حياته الطبيعية تدريجياً. قصته تُجسد الأمل الذي تمنحه هذه التقنية لمن كانت حالتهم تُعد سابقاً ميؤوساً منها.
المستقبل واعد ولكن مشروط:
نجاح هذا النموذج العلاجي يتطلب التوسع في المراكز المتخصصة، دعم برامج التبرع بالأعضاء، ووضع بروتوكولات دقيقة لاختيار المرضى.
إنها بارقة أمل جديدة تفتح أبواب الحياة أمام مرضى كانوا في مرحلة متأخرة من السرطان، وتجسّد كيف يمكن للعلم والتخصص الدقيق أن يُغيّرا مصير المرضى.