زيارة أبي أحمد للسودان 3حقائق و3رسائل .. تعرف علي أسباب التقارب بين أديس أبابا والخرطوم
زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد للعاصمة السودانية الخرطوم ول أثارت نوعا من الجدل حول أسباب هذه الزيارة واسباب عدم تفضيل نظام الحكم في قطع جميع الخطوط مع الخرطوم استبقاء لاحتياج أديس أبابا مجدد للحكومة في الخرطوم لمواجهة مشكلات قد تستجد بين البلدين قريبا
الباحث الأماراتية المهتمة بالشأن الأفريقي د. أمينة العريمي واصل التعليق علي منصة “أكس بالقول “أدركت إدارة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد بعد عام ونصف على إندلاع الأزمة السودانية بإن تركها للباب موارباً أمام تلك الأزمة لم يعد يجدي نفعاً خاصة مع ظهور عناصر عسكرية إثيوبية تقاتل جنباً إلى جنب مع مليشيات الدعم السريع،
وتستدرك الباحثة الأماراتية قائلة : هذا ما وجدته أديس أبابا بأنه سيكون مدخلاً لا تحمد عقباه مع سودان المستقبل حتى وإن لم تحسم الحرب لصالح أحد الطرفين، فإستقبال أديس أبابا لقائد مليشيا الدعم السريع حميدتي في يناير من العام الجاري لم يكن موفقاً فهو أظهر أديس أبابا بمظهر اللاحقة بركب المقوضين لسيادة الدولة السودانية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ السودان الحديث،
وقد انعكس هذا الأنر قريبا سلباً على مستقبل العلاقات الإثيوبية السودانية التي وصفها الراحل مليس زيناوي ذات مره بعلاقة “الجوى الباطن” وكان ذلك بحضور مهندس تلك العلاقات اللواء”عثمان السيد”وزير الأمن الخارجي السوداني وسفير الخرطوم في أديس منذ ١٩٩١ حتى ٢٠٠٤.
هناك ثلاثة حقائق تدركها أديس أبابا كما تدركها الخرطوم بحسب أمينة العريمي ..الحقيقة الأولى: تدرك أثيوبيا بأن السودان لا يرى في أديس أبابا جهة مهيأة لقيادة تفاوض أو الإشراف على وساطة بين طرفي النزاع المسلح في السودان، لقناعة الجيش السوداني التامة بتقارب إثيوبيا “الضمني” مع الأطراف الداعمة لمليشيا الدعم السريع. (وهذا ما تحاول إثيوبيا نفيه وإن كان حقيقة).
أما الحقيقة الثانية فتتمثل في أن بعض الأطراف الدولية الفاعلة في المشهد السوداني لا ترى في إنهيار مؤسسات الدولة السودانية هدفاً إستراتيجياً ينبغي تحقيقه، وبالتالي إتخاذ دول الجوار الإقليمي للسودان موقفاً عدائياً من المؤسسة العسكرية السودانية ومتماهياً مع مليشيات الدعم السريع ليس في صالح مستقبل العلاقات مع سودان ما بعد الحرب، (التراجع عن دعم المليشيا والوقوف على الأقل على مسافة واحدة من كل الأطراف بات يفرض نفسه على دول الجوار وهذا ما يدعم فرضية توالي الزيارات الإقليمية القادمة لبورتسودان )
ثالث الحقائق التي ينبغي إدراكها أن الإرادة الدولية “واشنطن ” وإن كانت داعمة لإجهاض مساعي كافة التيارات الإسلامية للوصول للسلطة إلا إنها غالباً ما تضع الحسابات المستقبلية قبل كل شيء حفاظاً على مصالحها، وهذا ما يفسر حرصها الدائم على أن لا تخرج بصورة مضادة للإرادة الشعبية حتى وإن إختلفت مع إيديولوجيتها السياسية خاصة في إفريقيا ،
حيث تدرك واشنطن أن معاداة الشعوب الحية الواعية “فكرياً، وسياسياً” هو أقصر وأسرع الطرق لقتل حضورها المستقبلي في القارة الإفريقية خاصة بعد التحولات المفصلية التي شهدتها القارة، وبالتالي صمود القوات المسلحة السودانية وإلتفاف المقاومة الشعبية حولها وإنضمام الحركات المسلحة للجيش السوداني وتنامي موجة المستنفرين
وقد أعادت هذه التطورات طرح الحسابات الأمنية لكافة الأطراف الدولية المنخرطة في السودان ما يعني قبول فرضية عدم قابلية إنهيار الدولة السودانية من الداخل وبالتالي إعادة التعامل مع الدولة العميقة. (وهذا ما سيحدث).
الباحثة المهتمة في الشأن الإفريقي تعتقد أن زيارة أبي أحمد للسودان تحمل ثلاثة رسائل أولها التأكيد على دعم أديس أبابا لسيادة وشرعية مؤسسات الدولة السودانية. ( كسب موقف، وحراك إستباقي قبيل إنتهاء الحرب)
وأشار إلي أن مناقشة وضع جديدا قد يطال منطقة الفشقة إقناع الطرف السوداني بالتفاوض حولها والتوافق على شروط مقبولة بين السودان والطرف الذي تمثله إثيوبيا أو تنوب عنه)
أما الرسالة الثالثة فتتمثل في التعرف على مدى إستعداد الجيش السوداني على تأمين سلامة الحدود الإثيوبية السودانية، خاصة مع ولادة فصيل عسكري جديد “المشتركة” داعم للجيش السوداني وتوسع عملياته المسلحة وتصريح الناظر ترك القادر على إستقطاب وحشد القبائل المشتركة في مثلث الحدود السودانية- الإثيوبية- الإريترية. (في ظل ضبابية الوضع الميداني للأزمة السودانية فإن أديس أبابا تخشى من إنفتاح جبهة قتال مسلح في حدودها الغربية مع السودان ما سيشجع بعض فصائلها المتمردة على نقل الفوضى للداخل الأثيوبي)
#