زيتون الشمال السوري مخضب بالدم 

الأمة| رباب محمد

نفذت قواتٌ النظام السوري قصفا همجياً يوم السبت على عمال زراعيين بقرية “قوقفين” بريف محافظة إدلب شمال غربي سوريا، أدى إلى استشهاد ستة أطفال مع والديهما وإصابة امرأة أخرى من العائلة ذاتها.

وزار بعض النشطاء المكان بعد إسعاف المرأة الجريحة وانتشال الجثث من قبل أصحاب الخوذ البيضاء، فارتاع النشطاء من بقايا الأشلاء في المكان وانتشار أثار الدماء واختلاطها بالزيتون والتراب، وكان في المكان كل الأدوات التي يستخدمها السوريون عادة في جني الزيتون، مما يبين أنهم عائلة مدنية بريئة. 

 ومن عادة العائلات السورية في مثل هذه الأيام من كل عام الخروج إلى أراضيهم منذ الصباح الباكر لجني محصولهم السنوي من الزيتون، وقد يكون هذا المحصول هو مصدر رزقهم الوحيد. 

وقالت وكالة الأناضول إن الهجوم نفذته مجموعة مسلحة موالية للنظام السوري متمركزة في قرية خان السبل جنوب المحافظة. وتم تنفيذ الهجوم بأسلحة أرض-أرض.

جدير بالذكر أن هذه الانتهاكات مستمرة منذ أكثر من شهرين حيث شهد الشمال السوري تصعيداً منذ الرابع إلى الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، واستخدمت فيه قوات النظام “أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دوليا” هدد بشكل خطير حياة المدنيين، وفرض حالة من عدم الاستقرار وتهجيراً جديداً.

وبحسب الدفاع المدني كان اليوم السادس من تشرين الأول دموياً، استشهد فيه خمسة عشر مدنيا بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وأصيب نحو ثمانين مدنيا بينهم أربع وعشرين طفلا وأربع عشر امرأة، استخدمت قوات النظام قذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وصواريخ تحمل ذخائر حارقة وصواريخ عنقودية، بالإضافة إلى غارات جوية من قبل المقاتلات الروسية.

ويلاحظ سوريون أن النظام السوري يستغل الحرب في غزة، وانشغال العالم بما يحدث من مآسٍ هناك، للتصعيد والقصف في إدلب.

وفي حديثه للجزيرة نت، أشار الطبيب “ياسين المسطو” إلى “أن القصف الذي يشنه نظام الأسد يستهدف الفرق الطبية بدون تحذير مسبق، وسط مخاطر كبيرة وتبعات نفسية يعيشها الأطباء وحيرة في أمرهم، بين المخاوف على الحياة والصمود لمساعدة المصابين”.

وأفاد أيضاً “أن الكوادر الطبية تتعامل مع حالات طبية خطيرة، مثل: إصابات الرأس وبتر الأطراف ودرجات متقدمة من الحروق يصعب علاجها، وسط نقص الإمكانات”. 

ومن جهته قال مدير صحة إدلب “زهير قراط” في حديث للجزيرة نت: (إن النظام السوري استهدف خلال حملته الأخيرة ثلاث مستشفيات في إدلب، وإن استهداف المنشآت الطبية أصبح أمراً اعتيادياً لدى العاملين في الشأن الصحي”.

 وأضاف “إنَّ النظام السوري يستغل كل أزمة دولية -كما يفعل حاليا خلال الحرب الغاشمة الذي يشنها الكيان الصهيوني على غزة الحبيبة لاستهداف المناطق الخارجة عن سيطرته، بهدف تعطيل المنطقة وتحقيق أكبر ضرر على مستوى الموارد المالية والبشرية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights