قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه يعوّل على ردّ “قوي” من الولايات المتحدة وحلفاء بلاده عقب موجة غير مسبوقة من الهجمات الجوية الروسية التي استهدفت العاصمة كييف ومدنًا أوكرانية أخرى.
جاء ذلك في خطابه المسائي الأحد، حيث أكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يختبر العالم”، مشددًا على أن المطلوب هو تحرك واسع النطاق من الشركاء الغربيين، وفي مقدمتهم واشنطن.
تصريحات زيلينسكي جاءت بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده لفرض المزيد من العقوبات على روسيا، مؤكدًا أنه “غير راضٍ عن الوضع برمته”.
وأطلقت روسيا، وفقًا لسلاح الجو الأوكراني، ما لا يقل عن 810 طائرات مسيّرة و13 صاروخًا خلال ليلة واحدة، في أكبر هجوم جوي منذ بدء الغزو قبل ثلاث سنوات ونصف. وأسفرت الضربات عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، إضافة إلى اندلاع حرائق في مبانٍ حكومية وسكنية وسط كييف.
وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، تعرض المجمع الحكومي الذي يضم مجلس الوزراء الأوكراني في قلب العاصمة لأضرار مباشرة، حيث شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من سطحه. كما تضررت مبانٍ شاهقة جراء الضربات بالطائرات المسيّرة، حسبما أكدت خدمات الطوارئ.
من جانبها، نفت وزارة الدفاع الروسية استهداف المدنيين، قائلة إنها ركزت على “مصنع ومركز لوجستي” في كييف، مضيفة أنه “لم يتم تنفيذ أيضربات على أهداف أخرى داخل حدود المدينة”.
رئيسة الوزراء الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، نشرت مقطع فيديو يُظهر حجم الدمار في أحد طوابق المبنى الحكومي، ووصفت الهجوم بأنه “جريمة متعمدة” ضد الدولة الأوكرانية.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل القمة التي جمعت ترامب وبوتين في 15 أغسطس/آب الماضي بوقف إطلاق النار أو تحقيق أي اختراق في المفاوضات، ما أدى إلى تصعيد عسكري روسي واسع النطاق.