“ستعودُ للإسلامِ رحمتُه بهم”.. شعر: محمد التميمي
أفعالُ مَن لم يؤمنوا لاتنفعُ
فهي الهراءُ وللمناصرِ تفجعُ
والشأنُ في الميزان ليس بنافعٍ
إن لم يكن لله فيه المطمعُ
فهو الهباءُ وهل يفيدُ مضرَّجًا
بدمائه وله النَّوازلُ تصفعُ !
فالظالمون المرجفون استعذبوا
طعمَ التَّبخترِ إذْ يُساءُ المطلعُ
هي من جنى أهوائهم ماطُرِّزتْ
بالصالحات البيضِ لا تتصدعُ
فعلوا وما نالوا سوى خذلانهم
وأخو الضلالِ عن العمى لا يُقلعُ
مسترسلا في الغيِّ ما أبقى على
قيمِ الشعوبِ وبالهوانِ استمتعوا
ظنُّوا بأنَّ فسادَهم وفجورَهم
قد يلهيان بني الحنيفِ ترفعوا
ماكان للباغين إلا شرُهم
وعليهمُ رغمَ الموانعِ يرجعُ
هم يمكرون كما يرى أسيادُهم
وهمُ مع الأسياد لم يتورعوا
فهي المخازي والقبائح والأذى
هي إرثهم قد مَلَّه المستودعُ
هيهات تبقى للطغاةِ مكانةٌ
عندَ الشعوبِ فللمكانةِ ضيَّعوا
تبًّا لمَن قادَ الشعوبَ بخسَّةٍ
لمَّا يجدْ لجنوحِه مَن يشفعُ
قد عاشها مستسلمًا لعدوِّه
ويرى به أركانَه تتصدَّعُ
لكنَّه يغضي على مضضٍ وهل
تُجدي الأسيرَ كؤوسُه إذ يجرعُ
إنَّ العدوَّ لَذئبُ غابٍ غادرٌ
لم يُؤتمَنْ ولصيدِه يتتبَّعُ
ومن استجارَ بحاقدٍ وجدَ الأذى
وعن الأذى المسعورِ لايتورعُ
وهي الشعوبُ عزيزةٌ بيقينِها
أنَّ الكريمَ عن الشعوبِ سيرفعُ :
ما أثقلتْ بالنَّازلاتِ صدورَهم
وسيهلكُ الوغدَ الذي لاينفعُ
ويعيدُ للشعبِ الأبيِّ مكانةً
لم يدرِ رفعتَها الغبيُّ الأصلعُ
قمْ أيُّها العربيُّ شهمًا مسلمًا
فجبينُ مثلك للعدا لايركعُ
واجمعْ صفوفَ المسلمين بعالَمٍ
قد باتَ كالأعمى ولا هو يسمعُ
هي أمَّةٌ أقوى بدين مُحَمَّدٍ
وهي التي في الخطبِ لا تتضعضعُ
فإذا هي اجتمعتْ تهاوى شأنُهم
فاسأل زمانا بَثُّه لا يَخدعُ
فلرايةِ الإسلام في آفاقهم
رعبٌ يهددُ مَن يسيءُ ويشنعُ
هم يعلمون بأنَّ دعوةَ خيرِنا
عمَّتْ ووالاها المكانُ المهيعُ
ستعودُ للإسلامِ رحمتُه بهم
وبكلِّ أهلِ الأرضِ حيثُ توزَّعوا
هو رحمةٌ للعالمين وإنَّما
يجفوه ذاك الآثمُ المتنطعُ
هي فتنةُ الزمن الأخير تشعَّبت
فاستنسرَ الباغي ومُدَّتْ أذرُعُ
وتكاثر الأوباش في أسواقها
وبها لقيطُ فسادِهم يترعرعُ
فالقائد الأعلى ينافقُ قومَه
وأخوه من كنز القيادةِ يجمعُ
والثالثُ المتلافُ ينهبُ ثروةً
عن كوخِ مَن جاعوا الليالي تُمنعُ
هذي حكاياتُ الزمانِ فيالَها
مهجُ الشعوبِ لهولها تتوجَّعُ
ماكان من مجد لهم أودى به
هذا النظامُ المستبدُّ المفجعُ
أيعودُ تاريخُ الأفاضل مرَّةً
أخرى وللمجدِ الأثيرِ سيصنعُ !
كان الجوابُ من الأفاضلِ وحدَهم
قالوا : نعمْ إنَّ الغريبَ سيرجعُ
أمَّا التَّخبُّطُ والتَّمرُّدُ والأذى
فإلى نفوسِ المفترين ستنزعُ
قلْها فإنَّ الله جلَّ جلالُه
في الخلقِ يفعلُ مايشاءَ ويبدعُ
فهي الشعوب لدينها ونبيِّها
ولغير بارئِ وعيِها لاتخضعُ
أوليس قلبُك يابن آدم لم يزل
بالخلدِ في جنَّاتِ ربِّك مولعُ !