سري القدوة يكتب: المسؤولية الدولية في توفير الحماية للنساء الفلسطينيات
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يوافق الثامن من مارس من كل عام، لا يسعنا الا وان نتوجه بالتحية للمرأة الفلسطينية على صمودها البطولي مع استمرار جرائم الحرب والإبادة الجماعية، في مواجهة الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي منذ أكثر من 75 عاما، وعلى المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل لتوفير الحماية للنساء والفتيات الفلسطينيات ووقف جميع أشكال العنف الممارس ضدهن، ولا بد من الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإلزامه بوقف جرائم الإبادة التي يرتكبها بحق سكان قطاع غزة، خصوصا النساء والأطفال وخاصة في ظل تصاعد العدوان الخطير من قبل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يجري في قطاع غزة من تداعيات وآثار إنسانية واجتماعية ونفسية مدمرة على الشعب الفلسطيني وعلى النساء والأطفال في فلسطين.
قوات الاحتلال هجرت داخليا وقسريا أكثر من 1.9 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النساء والفتيات، وتعرضهم للتجويع والترهيب وانقطاع الماء والدواء والكهرباء والوقود والعلاج والعناية الصحية بعد قصفهم ومحاصرتهم في أماكن نزوحهم، ما يشمل العدوان الهمجي المستمر على المستشفيات ودور العبادة والمدارس وخيام النزوح، وغيرها من الملاجئ، بحيث أصبح لا مكان آمنا في قطاع غزة.
وبفعل ممارسات الاحتلال وعدوانه فان الإحصائيات تشير إلى إن أكثر من 10 آلاف امرأة استشهدت من إجمالي حوالي 31 ألف شهيد في القطاع (منذ السابع من تشرين الأول)، إضافة إلى حالات الاعتقال والتعذيب والإخفاء القسري وإعدام أبنائهن وأزواجهن إمام أعينهن في مشهد لا يمكن للإنسان الحر إن يستوعبه.
النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر من العدوان الإسرائيلي، في ظل ظروف مأساوية لا إنسانية، دون توفر أي نوع من أنواع الخدمات، وهو ما أكدت عليه العديد من المؤسسات الأممية والخبراء والمقررين الخاصين الأمميين، وأن ما تعانيه المرأة الفلسطينية في قطاع غزة لا يمكن فصله عن معاناة النساء والفتيات في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
جرائم الاحتلال أخذت إشكال متنوعة منذ السابع من أكتوبر، حيث تزايدت وتيرة الجرائم والاعتداءات والاقتحامات الإسرائيلية للمدن والقرى ومخيمات اللاجئين الفلسطينية، التي تتخللها حملة اعتقالات واسعة وهدم للمنازل والممتلكات واستخدام النساء والأطفال كدروع بشرية، وأن قوات الاحتلال اعتقلت ما يزيد عن 9100 فلسطيني وفلسطينية في الضفة، بما فيها القدس، حيث تقبع 51 معتقلة في معتقلات الاحتلال في ظروف مهينة مأساوية، بحيث يتعرضن للتعذيب والإيذاء والإهانة الممنهجة، والحرمان من كافة الحقوق التي يكفلها القانون الدولي الإنساني.
الثامن من آذار يأتي هذا العام ونساء فلسطين يعشن أحلك الأيام في التاريخ المعاصر وما تعانيه المرأة الفلسطينية على الحواجز العسكرية النازية والاعتقالات التعسفية واعتداءات المستوطنين عليهن، أو ما يحدث في غزة منذ خمسة أشهر من جرائم وقتل وإبادة جماعية للنساء وعائلاتهن، وكيف يفقدن أبنائهم وأزواجهم ومنازلهم حيث أصبحوا بلا مأوي كما تم قصفهم بالطيران الحربي وقتلهم على مرأى ومسمع من العالم.
في يوم المرأة العالمي نتوجه بالتقدير لنساء العالم ونخاطب جميع أحرار العالم الحر والمؤسسات الدولية والشعوب الصديقة بأهمية التدخل لإيقاف الإبادة الجماعية والحصار المفروض على قطاع غزة ويجب مضاعفة العمل الدولي وبذل الجهود والتعاون مع جميع المؤسسات الدولية وضمان احترام أحكام القانون الدولي ودعم قضايا المرأة في فلسطين وتمكينها من مواجهة تداعيات الحرب ونتائجها على مختلف الأصعدة.