التاريخ لم ولن يرحم قتلة الشعب الفلسطيني وسيبقي اسم سفاح غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماركة مسجلة في سجل الإجرام الدولي كون جزار وسفاح غزة قاتل الأطفال سيلفظه التاريخ مهما تطاول وتمادى في معركته الخاسرة فحجم الانتهاكات والقتل والإبادة والدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني في غزة يجعل قادة الاحتلال في موقف لا يمكن لأحد ان يغفر لهم تلك الجرائم التي سجلت في أسمائهم ودمغت في سجلهم الأسود ولا مجال امام العالم سوى محاكمة من أقدم على ارتكاب هذه المجازر المروعة.
في حقيقة الأمر أصبحت طبيعة المشهد في غزة معقدة وحجم الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني يتعاظم ويتعملق إمام جرائم الحرب الإسرائيلية وفي نهاية اليوم الأخير للحرب لا يمكن لنتياهو وحكومته الهروب من فعلتهم وممارساتهم وتاريخهم الأسود الذي صنعوه بأيديهم ومصيرهم الفشل الزريع كونهم تورطوا في هذا الفعل الشنيع الذي بدأت دول العالم تتضح الصورة والحقيقة إمامها فكل يوم جديد على مذابح غزة تتكشف طبيعة الاحتلال وجيشه المجرم وتزداد قناعة العالم بمختلف توجهاته بان الاحتلال المجرم أصبح متورط في جرائم حرب لا يمكن لأحد ان يتجاوزها او يصمت أمام حجمها ونوعيتها.
وتواصل حكومة التطرف في تبرير إبادة الشعب الفلسطيني وتصفية حقوقه بديلا عن الحل السياسي لأسباب الصراع الحقيقية وهروبا للإمام حيث تستمر بممارسة ممنهجة لقتل المدنيين الفلسطينيين وبدفعهم للهجرة عن وطنهم وتدمير منازلهم ومنشآتهم وجميع مقومات وجودهم الإنساني والوطني لليوم 107 على التوالي، وفي الوقت ذاته تواصل بيع الأوهام للشارع الإسرائيلي وللرأي العام العالمي والدول، وتسعى لتسويق الذرائع والحجج لتبرير استمرارها في حرب الإبادة الجماعية وتعميق الكارثة الإنسانية ورفضها إقامة دولة للشعب الفلسطيني.
حكومة الاحتلال تتجاهل الصراع والسبب الرئيس له الذي يتمثل باحتلال إسرائيل لأرض دولة فلسطين وتلجأ إلى تدمير الشعب الفلسطيني ومقومات بقائه في أرض وطنه، وتبيع الوهم والأكاذيب المفضوحة من خلال ادعائها بأنها تتعرض للمخاطر من قبل الشعب الفلسطيني مع أنها هي الأخطر على العالم أجمع.
حقيقة الأمر أن نتنياهو ومنذ أن اعتلى سدة الحكم وهو يمارس انقلابا جذريا وحقيقيا على الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، وينكر عليه حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة كما جاءت في قرارات الأمم المتحدة، ويكرس الفصل بين الضفة والقطاع، ويعمل على تهميش وتصفية القضية الفلسطينية بأشكال مختلفة، ويحاول تكريسها كقضية سكانية بحاجة لبعض برامج الإغاثة والمعونات الخارجية الإنسانية، بمعنى أنه لم يضيع أية فرصة لتخريب عملية السلام وإفشال جميع أشكال التفاوض مع شريك السلام الفلسطيني، بل وعمل أيضا على إضعافه وضرب مصداقيته، واستبدل ثقافة السلام والمفاوضات والحلول السياسية للصراع بدوامة لا تنتهي من العنف والحروب.
حكومة التطرف ترفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحقيق السلام العادل وتمارس الاستيطان وتعمل على تهويد القدس وفصلها عن محيطها الفلسطيني، وتشرف على تسريع وتيرة الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة ويمارس نتنياهو نهجه المعادي لعملية للسلام، ويطبق مخطط اليمين المتطرف ضمن نهج وثقافة الظلام التي تكرس العنف والحروب وتعزز من سياسة الفصل العنصري ونشر الكراهية.
يجب ان تعمل الأمم المتحدة بجدية للاعتراف بدولة فلسطين وقبول عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة وتنفذ قرارات الشرعية الدولية بقوة القانون الدولي كونها البداية الصحيحة لإنهاء الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.