“سعادةُ الأيام”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى

تيهي على الدنيا بكُلِّ سلامِ
واستبشري يا أمَّةَ الإسلامِ
إني أرى وجهَ الحياةِ يزفُّنا
بضيائهِ .. وبثغرهِ البسَّامِ
أنا ما رأيتُ بكِ الأسى متوحشًا
إلا رأيتُ .. سعادةَ الأيامِ
في غزَّةٍ .. والفجرُ تاهَ ضياؤُهُ
كم ذا تصاعَدَ عِزُّهُ المتنامي
ما عاد فيها المستحيلُ وإنما
تزهو حقيقةُ مَجدِها المُتَسَامي
أخذتْ تفيضُ بأمنها وأمانها
وبنورها يَجتاحُ كلَّ ظلامِ
ما عاد مِن بَعدِ الحقيقةِ واهِمٌ
فالحقُّ فوقَ خديعةِ الأوهامِ
لا ريبَ أن المَجدَ مجدُكِ عائدٌ
بَعْدَ الغيابِ وقسوةِ الظُلَّامِ
كمْ عِشْتِهِ دهْرًا بخير حضارةٍ
هبَّتْ رياحُ سلامِها المترامي
ما كنتِ إلا دولةً مُذ مهْدِها
ترقَى إلى أعلى المَقامِ السامي
لا ظلمَ يخدشُ للرَّعيَّةِ حُرمَةً
فغدا حرامًا قبلَ كلِّ حرامِ
تمضي القرونُ الخالياتُ عزيزةً
دأبتْ على إيمانها المقدامِ
فتطاولتْ نحو السماءِ كرامةٌ
ما أذعنتْ للكيدِ والإجرامِ
هابَ الطغاةُ جَلالَها فتمكَّنتْ
وجنودُها أهْلُ الفداءِ الدامي
عَزُّوا وَعَزَّ بهم جَنَابُ عقيدةٍ
شَمَّاءَ رَغْمَ مَكائدِ الأقزامِ
إني أُمَنِّي ما حييتُ تطلعي
للمَجدِ إني للكرامةِ ظامِي
إني رأيتُ مِن الإباءِ بقيةً
في أمَّتي هُمْ فتيةُ القسَّامِ