بحوث ودراسات

سعيد المرتضى سعدي يكتب: نضال تحرير بنغلاديش وبنغوبندهو

الشباب في الشعب قوامه، والشعب للدولة عقود التقدم والحضارة، فإذا ألجم القوم بلجام اللغة الأجنبية يصبح أخرس ويتوقف كل المنطلقات الرسمية والاجتماعية. فلا شعب ولا أمة تحس هذا الانبثاق إلا يقوم به بطل من عند أنفسهم، الذي ينفخ فيهم روح الصحوة ويوقظهم من الغفوة. وها هو شيخ مجيب الرحمن للشعب البنغالي جاء بصوت يرجف به الظالم ويستيقظ به المظلوم؛ أحس الشعب المظلوم حاجة الاتحاد وأدرك الحكام الظلام قوة حماس المسلمين الساكنين في شرق باكستان حينذاك

(دولة بنغلاديش بعدُ).

كان بذر دولة بنغلاديش تم غرسه مع إعلان اتخاذ قرار اللغة الأردية لغة رسمية لتمام دولة باكستان شرقا وغربا. فانفجر رواد شعب شرق باكستان يعني الشعب البنغالي غضبا وتحركا. وكان على رأسهم الشاب البطل شيخ مجيب الرحمن قادهم بصوته البالغ وفكره الناجح.

الخلفية:

قد بدأ تظهر حقيقة أغراض رؤساء دولة باكستان قبل أن تأتي هذه الدولة في الوجود، إدراكا بذلك اتخذ شباب الجزء الشرقي يفكرون عن حقوقهم منذ أن لحظوا مكيدة هؤلاء الرؤساء. فأقيم مجلس خاص في فندق ‘سراج الدولة’ بكلكتة الذي حضر فيه شيخ مجيب الرحمن، قاضي إدريس، شهيد الله قيصر وغيرهم عديد من الرواد البنغاليين. وكان موضوع ذلك المجلس ‘ماذا سيكون موقف شباب البنغال الشرقي بعد نشأة دولة باكستان؟

«أعان شيخ مجيب الرحمن هذا المجلس المولود عن أمور اللغة الرسمية وساعد في تمكينه» (بنغوبندهو شيخ مجيب الرحمن، ص: ١٠٤)

وكان ذلك صحوة مبكرة ملهمة الحماسة في فؤاد الشعب البنغالي.

بنغوبندهو وحرب الاستقلال

إن بنغوبندهو كان من أنجح العباقرة في التاريخ، وأصبر القواد للتحرير وأجود الرؤساء للدولة. وكان لا يماثله إلا هو في كسب قلوب الشعب، فإن حبه للناس وأداء المسؤولية للوطن جعله شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. فكان الشخص شيخ مجيب أصبح عبقريا بنغوبندهو بشأنه وعمله، وصار الشعب البنغالي ووطن بنغلاديش وبنغوبندهو شيئا مرادفا لا يُكلّم بواحد منهما إلا بغير ذكره.

خلفية بداية الحرب: انتخاب سنة ١٩٧٠م

تولي يحي خان لجام رئاسة باكستان في ٢٥ مارس سنة ١٩٦٩م، ووعد في الإعلان يوم ٢٨ مارس أنه سيقيم الانتخاب العام عاجلا، ومن فترة هذا أصيب منطقة «بهولا» (Bhola)بسيلان مدمر مات فيه عشرة ملايين من سكانها، وضاع مائة مليون ملجأهم.

(بنغلاديش: دراسة دولة)

وكانت حكومة باكستان مسؤولة على هذا الخسران الضخم، واتخذ شيخ مجيب يوزع المساعدات بين المصابين، وانتهزت الحكومة هذه الفرصة لتأجيل الانتخاب وفعلت، ثم أقيم الانتخاب العام في ٧ ديسمبر والانتخاب الإقليمي في ١٧ ديسمبر سنة ١٩٧٩ م على نهج ‘نسمة واحدة صيت واحد’، وفازت جماعة عوام ليغ في كلا الانتخابين بقيادة شيخ مجيب وحازت ١٦٧ مقاعد من ١٦٩ مقعدة في انتخاب مجلس الدولة اللواتي كانت محددة لشرق باكستان، كذلك فازت عوام ليغ في الانتخاب الإقليمي بمقاعد ٢٨٨ من ٣٠٠

(نظام الحكومة المعاصرة والسياسة: حكومات والسياسيات في جنوب آسيا)

هدّد رئيس أكبر جماعة سياسية غرب باكستان ذو الفكر على فوتّو معلنا بأنه لو ينادي الرئيس يحي خان مجيبَ لتنشئة الحكومة لن يقرّها فوتّو أبدا.

(بنغلاديش: بحث عن الحرية والإنصاف)

ثم تحذر «ذو الفكر على فوتّو» (Zulfikar Ali Bhutto) وأرسل الرسالة الخفية للجلوس مع شيخ مجيب وأصحابه خوفا للحرب الأهلية، فجلسوا متلطفين ولم يشعر بهم أحد من الجيش، كان هذا رياء ظاهرا، ومن جهة أخري ما زال فوتّو يجبر يحي خان (Yahya Khan) على أن يبطل إجراءات تنشأة الحكومة الناشئة.

(سراب القوة: بحث في سنين فوتّو)

بركان ٧ مارس:

صارت الحكومة الباكستاني الجيشية تمهل وتهمل تولية رئاسة شرق الباكستان إلي يد البنغاليين، وكانوا قاصدين الرئاسة مدّكرة بين هؤلاء رجال الباكستان الغربي فقط، وكذلك ظلّ يحي خان يؤجل الجلسة الموعودة في داكا، فانجلي الأمر لدي البنغاليين أن غرب الباكستان لا تدع شرق الباكستان أن تنشأ الحكومة، فانفجر الناس غضبا وثورة، وانجازوا بقيادة شيخ مجيب الإضراب الخاص في داكا ٢ في مارس ثم الإضراب العام في عامة البلاد ٣ مارس ١٩٧١م، وفي ذلك اليوم أعلن بنغوبندهو في اجتماع غفير في ميدان بلتن خطوات الحركة الخذلانية العامة

(Non-cooperation movement) للشرق الباكستاني.

فاتخذ يحي خان في الإعلان المذياعي يحاول أن يذمّ شيخ مجيب لجميع الاضطرابات وسمّاه علامة الفوضي، ففاضت أمواج الناس في هذه الحالة المضطربة إلي ميدان رسكورس (RaceCourse)في اليوم السابع من شهر مارس، هنالك ألقي شيخ مجيب الرحمن خطابه التاريخي تلقاء الجم الغفير وكافة الشعب البنغالي منبّها ومبيّنا عن أحوالهم ومستقبلهم.

فنادي بنغوبندهو شعبه بأن يسارعوا إلى محاربة الظالمين وقال: انتبهوا… فإنْ بذلنا الدماء قبلُ فعسي نضحّي الدماء الأكثر فالأكثر… حتى نحرّر شعب وطننا إن شاء الله، حركتنا هذه هي حركة تحريرنا، وحركتنا هذه هي للاستقلال.

(حلف الدم بين الهند وبنغلاديش)

الأدبية في خطابة مجيب الرحمن:

يري الشاعر نرملندو غون أن خطابة الشيخ مجيب التي ألقاها في ٧ مارس من القصائد الخالدة، وأن بنغوبندهو من الخطباء الشاعرين. وتحتوي خطبة بنغوبندهو إبداعية بدهيته وجذابة البيان ونطق ما في قلوب الناس، ولقد كلّم بخواطر النفوس في خطبته، وأنها أشعلت رجاء الأفئدة ولا تزال تنشط الباسلين، ولا أعلم أحدا من رؤساء التاريخ قد أدي مثل هذه الخطبة المثيرة أمام المليون. وإنها حية كجذوة في حياة الناس اليومية، ولم تزل خالدة إلي ما تبقي هذه الدولة.

ولقد عدّت اللجنة الثقافية للأمم المتحدة يونسكو هذه الخطبة من التراث الثقافي العالمي.

وأخبرت جريدة «نيوز ويك» الأمريكي (Newsweek)في عددها يوم ٥ إبريل ١٩٧١م أنه ‘شاعر السياسة’، وقال الكاتب والمذيع الشهير وبن ترفدار (Upen Torofdar):

استمعت إلى خطابة اليوم ٧ مارس التاريخي، التي كانت مسجلة في ستوديو المذياع، ثم فكرت أني سأنظّم برنامج اليوم بخطبة بنغوبندهو وغناء أنغشومان (Angshuman)الذي نُسج لثناء صوت شيخ مجيب الرحمن. كتبت المسودة فورا وطار صوته الصائق- حركتنا هذه فإنها حركة تحريرنا، وحركتنا هذه فإنها الاستقلال، ثم بث ذلك الغناء- ها من مجيب واحد ينشأ منها صوت مليون مجيب…

(حرب استقلال بنغلاديش في عين مفكري كلكتا)

مقدمة حرب مارس الدموية:

لما دعا يحي خان ١٢ رؤساء البرلمان للجلسة في ١٠ مارس رفضه شيخ مجيب مباشرة، وأعلن في ١٥ مارس ٣٥ بنودا للحركة الخذلانية العامة. فجاء ذلك اليوم يحي خان في داكا بكل عجالة وبدأ يتحدث مع شيخ مجيب في اليوم التالي عن تكوين الحكومة وتولية الرئاسة، ولكن الجنود الباكستانية ما برحت تستعد للإعدام الجماعي في شرق باكستان استعدادا تمهيديا، وجعل يحي خان يجلس مع مجيب جلسة ثانية وثالثة رياء الناس، وجاء اثنا عشر نفرا بقيادة ذي الفكر علي فوتّو إلي داكا في يوم 21 مارس للمشاركة في الجلسة، فأقيمت الجلسة بين مجيب ويحي وفتّو في اليوم التالي لمدة سبعين دقيقة مع تمنيات وإمكانيات شتيّ، ولكن الأسف لم ينجحوا للوصول إلي أيّ قرار ثابت، واحتفل الناس في 23 مارس «يوم المدافعة»، ثم جلس يحي وفوتّو جلسة سرّية في يوم 25 مارس وفي الأخير أذن يحي خان جيشه إذنا أخضر بقتل البنغاليين، وراح إلي باكستان في ذلك المساء.

(مكر قتل مجيب)

بغرض إبادة الشعب البنغالي نزلت الجيوش الباكستانية في جميع شرقها (يعني بنغلاديش فيما بعد) في ليلة ٢٥ مارس في اسم «عملية سارسلايت» (SearchLight)، فجاء الجيش بشاحنة المدرعة والدبابات يتجه إلي بيت شيخ مجيب الرحمن، ودخلوا فيه مطلقين النار، وبرز بنغوبندهو في الدور الثاني بالشجاعة، وقطعوا سلك الهاتف، ثم قيّده لإخماد أحلام حرية البنغاليين، وجاء ذكر تلك الحالة المخيفة في بيان بنته شيخ حسينة:

قد تزلزل هذا البيت برصاص البنادق في ليلة ٢٥ مارس، فما لبث أبي أن أعلن حرب الاستقلال ضد الحاكمة الباكستانية المتعدية في الساعة 12:30، فسرعان وصل هذا الإعلان إلي محطة شيتاغونغ باللاسلكية حسب الخطة السابقة، واشتغل أعضاء عوام ليغ في شيتاغونغ فورا ببثّ ذلك الإعلان ونشْره في مختلف الأماكن، فما أن وصل هذا الخبر إلي الجيش الباكستاني إلا هجموا البيت. فلم تزل هذه الحادثة تشقّ عليّ حتى الآن، الغرفة المكتبية التي فيها الهاتف كان أبي قائما بجنبه، وهو أعلن حرب الاستقلال من ذلك الموقع، أعلن للجميع أن يدافعوا للوطن والحرية.

(ذكريات مفرحة، ذكريات محزنة: شيخ حسينة)

الإعلان وحلّ الجدل حوله:

ابتدأ بنغوبندهو إعلانه أولا بالإنكليزية، التي قامت ترجمتها: “يحتمل هذا هو آخر رسالتي، اليوم استقلت بنغلاديش، فيا جماهير بنغلاديش، أدعوكم أن تدافعوا ضد الجيش المعتدية المحتلة حيث كنتم بما ملكت أيديكم من الأسلحة إلى منتهاه. فلا تنتهوا إلى أن تحققوا إخراج آخر جندي باكستاني من بلادنا الحبيبة”.

(إعلان استقلال بنغلاديش لشيخ مجيب: سجلات أنبائية الحكومة الأمريكية)

ثم نطق الإعلان الثاني باللغة البنغالية قائلا: أنشدكم بالله وآمركم أن تحاربوا لتحرير الوطن بآخر قطرة من الدماء، واستنصروا بمصاحبة الشرطي والحراس الحدودية وفوج البنغال وحزب أنصار، لا سوم فإن العاقبة لنا، وأخرجوهم من بلادنا الطيبة، وبلّغوا عني هذا الاشتهار إلى أعضاء عوام ليغ ورجال التحرير ومحبي الوطن، فالله ولي خيرنا، والفوز للبنغلا.

(دلائل حرب استقلال بنغلاديش)

كتب رائد العلاقات العامة صديق سالك الذي كان آنذاك في كتابه ‘شهيد علي الاستسلام’ عن معلن الاستقلال: عندما أطلق الرصاص الأول، لُوحظ صوت شيخ مجيب الخفيف المسموع من موجة قريبة من موجات محطة الإذاعة الرسمية لراديو باكستان، وكان من الملحوظ أن ذلك الصوت كان مسجلا سابقا، وسمّي شرق الباكستان جمهورية بنغلاديش لأول مرة.

وعنون جريدة «دي ستيتمانت» (The Statement) الذي كان تنشر من كلكتها إعلان شيخ مجيب في عدد يوم ٢٧ مارس هكذا:

رسالة بعثها الشيخ مجيب إلى العالم صباح اليوم عبر محطة إذاعية مجهولة أمر معلنا بأن العدو أغار على الوطن والناس يقاتلون مثل الأبطال، وكانت الرسالة سمعت من كولكاتا.

وكذلك نشرت جريدة «غارديان» في يوم ٢٧ مارس: إثر خطاب يحي خان في المذياع يوم ٢٦ مارس، بث الإعلان عن تحرير شرق باكستان بشيخ مجيب من محطة الإذاعة السرّية باسم «صوت البنغلاديش».

المجاهدة الأسرية:

جاء الجيش الباكستاني ببنغوبندهو الأسير إلي معسكر داكا ثم انتقل إلى باكستان بعد ثلاثة أيام.

شكّل يحي خان محكمة عسكرية برئاسة العميد رحيم الدين خان لمحاكمة شيخ مجيب، لم تظهر نتيجة محكمة رحيم الدين أبدا؛ ولكن يحي خان كان يريد إعدام شيخ مجيب بأي وسيلة كانت.

(بنغوبندهو في سجن باكستان)

احتُجز الشيخ مجيب تحت بروتوكول مشدد في السجن في ليالبور (Layalpur) (فيصل آباد الآن). وتم وضعه في الحبس الانفرادي. ورفض الشيخ مجيب المشاركة في أي إجراءات قضائية وتعيين محامي نائب عنه. فإنه وصف هذه المحاكمة ازدراء. وكان يلقي ظهره طوال المحاكمة ولا يبالي مهما حدث في قاعة المحكمة. وفي 4 ديسمبر، أصدرت المحكمة العسكرية الحكم على شيخ مجيب الرحمن بالإعدام. وبعد نهاية إجراءات المحكمة، تم نقله إلى سجن آخر في مدينة ميانوالي (Miyawaki). ويجري هناك تخطيط تنفيذ الحكم. يقال إنه تم حفر قبر بجوار سجنه. ومع ذلك، لم يتمكن تنفيذ الإعدام بسبب حالة الحرب المتغيرة بسرعة. وعلى الرغم من الضغوط الدولية، رفضت الحكومة الباكستانية إطلاق سراح مجيب أو التحالف معه

(إنديرا: حياة إنديرا نهرو غاندي)

في 22 ديسمبر، أطلق سراح الشيخ مجيب الرحمن من سجن ميانوالي وقُيّد في مكان مجهول. ثم نقل إلى استراحة شرطة السهالة في 26 ديسمبر. وزاره فوتّو هناك.

(مجيب أسير حرب 71: احتضار باكستان)

في أواخر (29 أو 30) ديسمبر جلس مجيب مرة بوزير خارجية آنذاك عزيز أحمد، ومرة أخرى مع فوتّو في 7 يناير 1972 في راوالبندي (Rawalpindi) ، هناك عرض عليه فوتّو أن يوافق علي «الاتصال المرسل» (Loose Connection) مع باكستان وبنغلادش المشكلة حديثًا علي الأقل -يعني الكتلة التوافقية- ولكن الشيخ مجيب رفض إعطاء أي وعد دون معرفة رأي شعبه.

(طريقة نجاة بنغوبندهو من السجن الباكستاني)

في 7 يناير 1972، أُجبر فوتّو على ترتيب سفر لشيخ مجيب من باكستان. ثم غادرت طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية الباكستانية الدولية تحمل شيخ مجيب وكمال حسين من مطار روالبندي إلى لندن. وفي لندن التقى الشيخ مجيب رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث. ثم عاد إلى نيودلهي (New Delhi) من لندن والتقى بالرئيس الهندي في في غيري(V. V. Giri) ورئيس الوزراء إنديرا غاندي، وعاد إلى بنغلاديش في 10 يناير 1972 الساعة 1:41 وقت الظهر. فإنه اتجه مباشرة إلى ميدان ريسكورس ، وخاطب أمام 500000 شخص

(إنديرا: حياة أنديرا نهرو غاندي)

وعندما عاد شيخ مجيب الرحمن إلى شرق باكستان بعد 13 شهرًا قد أصبح اسمه بنغلاديش. فإنه الآن رئيس وزراء بنغلاديش المستقلة المتحررة.

فراسة بنغوبندهو في مستقبل استقلال بنغلاديش:

إن رئيس وزراء كندا آنذاك بيير ترودو الذي هو والد رئيس وزراء كندا الحالي جاستن ترودو ذكر في مقابلته خلال زيارته إلى بنغلاديش في عام 1984م حكاية عن بصيرة بنغوبندهو الغريبة، وقال: “تلقينا معلومات استخبارية من خلال مكتب نائب السفير تفيد بأن بنغوبندهو سيبدأ حرب الاستقلال للبنغاليين في السبعينيات ولن ينتظر حتى الثمانينيات”. ولقد حاولنا أن نحصل على تفتيش سبب ذلك، لكننا لم نتمكن من جمعه قبل استقلال بنغلاديش. وفي وقت لاحق، الشرح الذي تم جمعه من بنغوبندهو علمنا أنه يعتقد أنه لن يكون هناك سيوجد جيش أحمر روسي بعد الثمانينيات. ولَسوف يميل ميزان قوة العالم إلى جانب واحد (وهو الولايات المتحدة)، وأنهم من أشد المؤيدين لباكستان. ومن هذه الملاحظة، أنه خطط لبدء الحرب في عام 1970م. ثم اندهش قادة العالم العظماء من فراسته الغريبة وتغلغله في الحرب. ولذلك سألوه في عام 1972 عن ذلك الفراسة البصيرة.

وجاء في عدد 16 أغسطس 1975 من جريدة التايمز وف لندن: «على الرغم من كل شيء، سيبقى ذكر بنغوبندهو دائمًا، لأنه لولاه لما وجد بنجلاديش حقيقة».

أبو حمدان سعيد المرتضى سعدي

باحث الدكتوراه، جامعة شيتاغونغ الحكومية، شيتاغونغ، بنغلاديش. مدير مدرسة الحضارة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى