في مشهد مأساوي هزّ مدينة صبراتة صباح أول أيام عيد الأضحى، علّق السفير الليبي الأسبق لدى مجلس الأمن، إبراهيم الدباشي، على الاشتباكات المسلحة التي اجتاحت المدينة، قائلاً: “ضاعت فرحة العيد وسط الرصاص والمصفحات”.
وفي تدوينة مؤلمة عبر صفحته الشخصية، وصف الدباشي اللحظات الأولى من صباح العيد قائلاً: “أصوات التكبير في المسجد توقفت فجأة لتحل محلها طلقات الرصاص وقذائف الآر بي جي”، مضيفاً أن المدرعات العسكرية انتشرت بين البيوت، وحوّلت شوارع الأحياء إلى ساحات قتال، مما أجبر السكان على ملازمة منازلهم، وأدى إلى ضياع صلاة العيد وأجواء الفرح التي ينتظرها الليبيون كل عام.
وأشار الدباشي إلى أن ما يحدث لا يمت لأي مشروع وطني بصلة، بل هو قتال بين مسلحين تحركهم “ثارات شخصية وانتقامات وصراع على مكاسب غير مشروعة”، محمّلاً السلطات القائمة جزءاً من المسؤولية، حيث اتهمها بتوفير الغطاء لهذه المجموعات، رغم ادعائها أنهم يتبعون لها بشكل رسمي.
وكانت منطقة الدبابشة في صبراتة قد شهدت اشتباكات عنيفة صباح الجمعة باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في وقت كان الأهالي يستعدون لتأدية صلاة العيد. وأسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط ضحايا وجرحى، إلى جانب حالة من الذعر والهلع في صفوف المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.
تأتي هذه الأحداث لتؤكد من جديد هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا، واستمرار حالة الانفلات وغياب الدولة، فيما تظل المناسبات الدينية عرضة للتحوّل من لحظات فرح إلى مآتم جماعية.