انطلقت سفينة “حنظلة” من ميناء غاليبولي في إيطاليا ضمن مبادرة أسطول الحرية 2025، بهدف كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. تهدف هذه المهمة الإنسانية إلى إيصال مساعدات إنسانية وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، التي تفاقمت بسبب الحصار والحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
سفينة “حنظلة” هي سفينة صيد نرويجية سابقة، صنعت عام 1968، وكانت تُعرف باسم “نافارن” قبل انضمامها إلى تحالف أسطول الحرية في 2023. يبلغ طولها حوالي 18 مترًا، وهي مزودة بمحرك ديزيل مناسب للإبحار في البحر المتوسط. سميت السفينة تيمنًا بشخصية “حنظلة” الكرتونية التي ابتكرها الفنان الفلسطيني ناجي العلي، والتي ترمز إلى المقاومة الفلسطينية وحق العودة. تحمل السفينة مساعدات إنسانية تشمل أدوية، مواد غذائية، وحليب أطفال، إلى جانب رسالة تضامن عالمية مع أطفال غزة وسكانها المحاصرين.
تاريخ الانطلاق: بدأت السفينة رحلتها من ميناء سيراكيوز في صقلية بإيطاليا في 13 يوليو 2025، وتوقفت في غاليبولي حتى 20 يوليو بسبب استعدادات تقنية.
الطاقم: تضم السفينة حوالي 21 ناشطًا من 10 دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، والنرويج. من بينهم الناشط الأمريكي كريس سمولز، الناشطة النرويجية فيغديس بيورفاند (70 عامًا، ناشطة منذ 1978)، والنائبتان الأوروبيتان إيما فورو وغابرييل كاتالا من حزب “فرنسا الأبية”.
الهدف: كسر الحصار البحري الإسرائيلي، إيصال المساعدات، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء، الدواء، والكهرباء، مع تحذيرات من المجاعة.
التحديات: واجهت السفينة محاولة تخريب مشتبه بها قبل مغادرتها غاليبولي، حيث تم اكتشاف حبل ملفوف حول مروحتها في 19 أو 20 يوليو 2025، مما تسبب في تأخير الانطلاق. كما تم العثور على مواد حارقة بدلاً من المياه في إحدى الحاويات، مما أدى إلى إصابة اثنين من الطاقم بحروق طفيفة.
مدة الرحلة: من المتوقع أن تستغرق الرحلة حوالي أسبوع لقطع مسافة 1800 كيلومتر عبر البحر المتوسط إلى سواحل غزة.
التتبع: يتم تتبع مسار السفينة عبر نظام متقدم بالتعاون مع Forensic Architecture لضمان الشفافية وسلامة الطاقم.
تأسس تحالف أسطول الحرية عام 2010 لمواجهة الحصار الإسرائيلي على غزة، وقد نظم العديد من المبادرات الإنسانية. أبرزها:
2010: هجوم إسرائيلي على سفينة “مافي مرمرة” أسفر عن مقتل 10 نشطاء وإصابة العشرات في المياه الدولية، مما أثار إدانات دولية.
2024: نجحت سفينة في مارس 2024 في توصيل 200 طن من المساعدات عبر ممر بحري من قبرص.
2025 (مادلين): في يونيو 2025، اعترضت القوات الإسرائيلية سفينة “مادلين” في المياه الدولية، واحتجزت 12 ناشطًا، من بينهم غريتا ثونبرغ وعضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، قبل ترحيلهم.
مايو 2025: تعرضت سفينة “كونساينس” لهجوم بطائرات مسيرة قبالة مالطا، مما أدى إلى حريق دون إصابات.
تُعد “حنظلة” السفينة رقم 37 في سلسلة محاولات التحالف لكسر الحصار، وهي جزء من جهود مستمرة لدعم الفلسطينيين سلميًا.
منذ خرق الهدنة في مارس 2025، قُتل أكثر من 6572 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 23000، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. الحصار تسبب في نقص حاد في المواد الأساسية، مع تحذيرات من مجاعة وشيكة. يهدف أسطول الحرية إلى لفت الانتباه إلى هذه الأزمة، خاصة معاناة الأطفال الذين يشكلون نصف سكان غزة.
تواجه السفينة خطر الاعتراض من القوات الإسرائيلية، كما حدث مع “مادلين” في يونيو 2025. ومع ذلك، يؤكد التحالف استمرار جهوده حتى يُرفع الحصار. الناشطون يعتمدون على الدعم الدولي للضغط من أجل حماية الرحلة وإدانة أي انتهاكات.
تُعد مهمة سفينة “حنظلة” خطوة جريئة ضمن جهود أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة ودعم سكانها المحاصرين. من خلال حملها للمساعدات الإنسانية ورسالة التضامن، تسعى السفينة إلى كسر جدار الصمت الدولي حول الأزمة في غزة. مع استمرار الرحلة، يبقى الأمل معلقًا بوصولها الآمن وتحقيق أهدافها الإنسانية.