في واحدة من أكثر الضربات العسكرية دقة وإثارة للجدل خلال السنوات الأخيرة، نفذت الولايات المتحدة هجوماً جوياً استهدف المنشآت النووية الإيرانية. العملية التي جرت خلال ساعات الفجر، حملت رسالة واضحة بأن واشنطن لن تسمح لإيران بتجاوز “الخطوط الحمراء” في ملفها النووي.
استخدمت خلالها أسلحة متطورة خارقة للتحصينات، في مقدمتها قنبلة GBU‑57A/B العملاقة. الضربة أثارت ردود فعل دولية واسعة وتساؤلات حول تداعياتها على الاستقرار الإقليمي.
قنبلة خارقة للتحصينات: السلاح الرئيسي للضربة
في الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة ضد المنشآت النووية الإيرانية، استخدمت القوات الأمريكية قنبلة “GBU‑57A/B” المعروفة باسم “Massive Ordnance Penetrator” (MOP)، وهي أكبر قنبلة خارقة للتحصينات في الترسانة الأمريكية. يبلغ وزنها نحو 13.6 طن، وقد صُممت خصيصاً لاختراق أعماق الأرض والتحصينات الصخرية لتدمير المنشآت شديدة الحماية مثل موقع فوردو النووي الذي يقع داخل جبل.
بحسب صحيفة تايمز أوف إنديا، فإن الطائرة B‑2 Spirit الشبحية الأمريكية أسقطت هذا النوع من القنابل خلال الغارات، مستهدفة منشأة فوردو التي تعتبر أحد أعقد المنشآت تحصيناً في إيران.
هجمات متعددة وتنوع في الأسلحة
وفقاً لتقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر، فإن الضربة الأمريكية شملت ثلاث منشآت رئيسية هي “فوردو”، “نطنز”، و”أصفهان”،.
وكل منها استُهدف بسلاح يناسب طبيعة تحصيناته وموقعه الجغرافي. فبينما استُخدمت قنابل خارقة للتحصينات في فوردو، استخدمت الولايات المتحدة صواريخ كروز من نوع توماهوك لضرب منشأتي نطنز وأصفهان، وهما أقل تحصيناً نسبياً مقارنة بفوردو.
دقة عالية وتقنيات متقدمة
قنبلة GBU‑57A/B قادرة على اختراق أكثر من 60 متراً من الصخور أو الخرسانة قبل أن تنفجر داخل الهدف. وتُطلق من على ارتفاعات شاهقة بواسطة قاذفات B‑2 الشبحية، مما يتيح لها التسلل داخل المجال الجوي الإيراني دون أن ترصدها الدفاعات الجوية التقليدية.
وبحسب تقديرات عسكرية نشرتها واشنطن بوست، فإن استخدام هذا النوع من القنابل يدل على أن الهجوم كان يستهدف “التدمير الكامل لقدرات إيران النووية تحت الأرض”.
أول استخدام قتالي معلن للقنبلة
رغم أن قنبلة MOP موجودة منذ سنوات، إلا أن هذا الهجوم يمثل أول استخدام معلن لها في قتال فعلي. وتشير تحليلات عسكرية إلى أن استخدامها الآن يبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة قادرة على ضرب حتى أكثر المنشآت تحصيناً دون اللجوء إلى أسلحة نووية.
النتائج الأولية والتقديرات
حتى الآن، تشير المصادر الغربية إلى أن الضربة ألحقت أضراراً “بالغة” في منشأة فوردو، حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن المنشأة قد “دُمرت تماماً”، بينما لم تصدر إيران بياناً رسمياً يؤكد أو ينفي الأضرار.
بحسب صحيفة فاينانشال تايمز، فإن صور الأقمار الصناعية تشير إلى نشاط مكثف لفرق الإنقاذ والإصلاح في مواقع الضربات، مما يعزز تقديرات الضرر الكبير.