“سلامٌ من صبا الدلتا أرقُّ”.. شعر: سمير محمّد عشماوي
معارضة لقصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي (دمشق)
سلامٌ من صبا الدلتا أرقُّ
وحبٌ لا يدانيـــه وعشــقُ
سلامٌ نابضٌ بالحُبِ منّي
لشعبٍ فيه إصرارٌ وحَــقُّ
وأرضٌ أشرقَت بالخير نوراً
يهيمُ بحُبِّها غربٌ وشـرقُ
وأرواح السكارى في هواها
يحلّقُ حولها وجدٌ وشوقُ
أهيمُ بها وقد علقت بقلبي
غبار بني أُميّة لا يشَـــــقُّ
هنا التاريخُ يزري كل مجدٍ
وكل فضيلةٍ لدمـشق سبقُ
ألستم خير من ركب المطايا
ومن صالوا وجالوا واسترقّوا
سنابكُ خيلِكم عينٌ عليكم
وجندُ الشام مَن فتحوا وشَقّوا
أقاموا في حدود الصين مُلكا
وكم حصنا بأرضِ الغال دَقّوا
ملوكُ الأرضِ دانت في رباهم
وأعلامٌ لها في الأرضِ خفقُ
بنوا في الأرضِ مجدًا لا يُضاهَى
إذا ذُكِروا لهم رعدٌ وبرقٌ
أزحتم عن سمائكمُ طــغاةً
أباحوا كل ممنـــــوعٍ وعَقّوا
أثاروا الرعب عاثوا في رباها
فسادا، ثَم تقــــــتيلٌ وحــــرقُ
وصَبّوا فوق كل الشعبِ نارا
يدمّرُ كل من خرجوا وشقّوا
يُحــرِّقُ بالبراميلِ الأراضي
وفى السجن الرهيب لهم فألقوا
ولم تسلم نساءٌ من أذاهم
ولا الأطفــــــال يا للهولِ أبقوا
ومن ذا يعترض يوما بحرفٍ
فألوان العذاب له فأســـــــــقوا
كلابُ الشرطةِ الجوعَى للحمٍ
وتنهشُ كل من خرجوا ونطقوا
ولا تسمع سوى بشار صوتا
وليس لغيره فى العيش حَقُّ
وتحت الأرضِ سردابٌ وقيدٌ
وفوق الأرضِ إذعانٌ ورِقُّ
ولكن رغم ظلمهمُ أضاءت
ربوع الشامِ بالتحريرِ برق
وثار الشعبُ لا خوفا يراهُ
وأقسم أن يحرّر ما اسْتُرِقّوا
وخاض غمار حربٍ لا يبالي
وللحريةِ الحمراءِ عــــــشــقُ
وأكبادُ الطغاةِ دعاة ظلمٍ
قساةٌ بالأنـــــام فــــــــلا يرقّوا
سيبلى كل طاغيةٍ أذاكم
ويمضي كل مَن ظلموا وأشقوا
قناة الظلمِ تُطوَى حين يعلو
نداء الحــــــق ضوءٌ فيه صدقُ
وداعا للظلام فلا بقاءٌ
لعرشٍ ظــــــالمٍ يغذوه حمــــقُ
هنيئا أيها الأحرار هيا
يســـدّدُ خـــطوكم عزمٌ وسمقُ
أرونا السبق للأحرار دَوما
ولينوا نحو بعضكمُ ورِقّـــــوا
فقد ذاقوا المرارة من طغاةًٍ
قلوبهمُ بها صــلفٌ وحُمــقُ