سلطنة عمان والولايات المتحدة يحتفلان بمرور 15 عامًا على توقيع اتفاقية التجارة الحرة
مسقط، وكالات:
احتفلت سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة مرور 15 عامًا على توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين،
وتأتي الاحتفالية بتنظيم وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع السفارة الأمريكية في سلطنة عُمان، ووزارة الخارجية الأمريكية، وغرفة تجارة وصناعة عُمان،
ومركز الأعمال الأمريكي العُماني، وتُترجم الاتفاقية خلال السنوات الماضية النجاحات المحققة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين،
كما تسلط الضوء على الفرص الواعدة في القطاعات الاقتصادية الحيوية لتعظيم الاستفادة منها، ورفع مستوى الوعي لدى مجتمع الأعمال والجهات الحكومية بأهميتها.
حضر الحفل قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وخوسيه دبليو فرنانديز، وكيل وزارة الاقتصاد الأمريكية للنمو والطاقة والبيئة،
بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين ورجال الأعمال من الجانبين.
وأشار بانكاج جيمجي، مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، في كلمة الوزارة إلى أن الاتفاقية أسهمت في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية،
وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون المتبادل في مختلف المجالات، مضيفًا سعادته إن سلطنة عُمان تُعد نموذجًا للاعتدال والتوازن في العلاقات،
مما يجعلها شريكًا موثوقًا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، كما أشار إلى أن الاتفاقية وفّرت بيئة مواتية للمستثمرين الأمريكيين في سلطنة عُمان،
خصوصًا في قطاعات الطاقة والخدمات اللوجستية والبنية الأساسية، مما عزز الاستثمار الأجنبي المباشر.
ارتفاع الاستثمار الأجنبي
وأوضحت آنا إسكروهيما، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية المعتمدة لدى سلطنة عمان، أن الذكرى الخامسة عشرة لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان،
التي تعهدت فيها الدولتان بتعزيز أولويات العلاقات التجارية بينهما، قد عمّقت العلاقات التجارية عامًا بعد عام،
حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر للولايات المتحدة في سلطنة عُمان في نهاية العام 2023 بنسبة 36.3%،
مما يعزز مكانتها كثاني أكبر مستثمر أجنبي في سلطنة عمان، ويصنع فرصًا للأمريكيين والعُمانيين على حد سواء.
وأضافت السفيرة: إن هناك اهتمامًا كبيرًا من الشركات الأمريكية ببيئة الاستثمار في سلطنة عمان خلال الآونة الأخيرة،
حيث تم استضافة وفد من شركات الفضاء، برفقة ممثلين من وكالة ناسا وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي،
الذين اجتمعوا مع القطاعين الحكومي والخاص في سلطنة عمان لاستكشاف الشراكات وزيادة التعاون،
وأكّدت أن الحفل يعد خطوة أخرى نحو تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصلحة البلدين، وهناك فرص كبيرة وإمكانات مستمرة في سلطنة عمان.
وقال خوسيه دبليو فرنانديز، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة:
إن الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة لاتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وسلطنة عمان هو دليل على الشراكة المستمرة والقيم المشتركة بين بلدينا.
وأضاف: قبل خمسة عشر عامًا، وقعنا هذه الاتفاقية من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، وتعميق العلاقات التجارية، وتحقيق الازدهار المشترك،
وعملت الاتفاقية على تقوية روابطنا الاقتصادية وشراكتنا الاستراتيجية، وهي تمثل التزامنا بالأسواق المفتوحة، والتجارة العادلة، وسيادة القانون.
أبرز الشركات الأمريكية التي تعمل في سلطنة عمان
وأوضح خوسيه فرنانديز أنه منذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ، شهدنا نموًا ملحوظًا في التجارة الثنائية،
حيث تجاوزت 3 مليارات دولار سنويًا منذ عام 2021، وأسهمت في توفير فرص عمل في البلدين،
وأشار إلى أن من أبرز الشركات الأمريكية التي تعمل في سلطنة عمان شركات بيكر هيوز، وهاليبرتون، وويذرفورد، وشلمبرجير،
وبلغت استثمارات الولايات المتحدة في سلطنة عمان 13 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2024، مع التركيز على البنية الأساسية والطاقة والتكنولوجيا.
اتفاقية التجارة الحرة عززت الشراكات التجارية
من جانبه، قال الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان:
إن اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية فتحت آفاقًا من التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين وعززت الشراكات التجارية،
مما انعكس إيجابًا على بيئة الإنتاج والاستثمار في سلطنة عمان، مؤكدًا أن الاتفاقية تعد من الاتفاقيات المتفردة
التي جاءت انطلاقًا من الأواصر المتينة للصداقة العمانية الأمريكية،
حيث يدرك البلدان أن الأسواق المفتوحة والتنافسية تعد محركًا أساسيًا للكفاءة الاقتصادية والإبداع والابتكار.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وسلطنة عمان تسعيان من خلال الحوار الاستراتيجي المشترك إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري،
مما يسهم في تسهيل وحل التحديات التي تواجه القطاع الخاص، ويعزز النمو المستدام ويعمّق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
استعراض أبرز الإنجازات
وجرى خلال الحفل استعراض أبرز الإنجازات التي حققتها الاتفاقية منذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2009،
كما شمل عروضًا مرئية سلطت الضوء على التطور الذي شهدته العلاقات التجارية بين سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية،
بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم حلقات نقاشية تناولت الفرص المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين،
وأيضًا استعراض قصص نجاح بعض الشركات في الاستفادة من هذه الاتفاقية من الجانبين.
يشار إلى أن الاتفاقية وقِّعت بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2006،
ودخلت حيز التنفيذ في عام 2009،
وهدفت إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين من خلال تسهيل التجارة وإزالة الحواجز الجمركية وغير الجمركية،
وتم بموجب الاتفاقية إلغاء الرسوم الجمركية على معظم السلع الصناعية والزراعية، مما سهَّل حركة السلع بين البلدين،
كما تضمنت الاتفاقية بنودًا لحماية الاستثمارات الثنائية وضمان بيئة استثمارية شفافة ومستقرة،
بالإضافة إلى وضع معايير لحماية حقوق الملكية الفكرية، بما يشمل العلامات التجارية وحقوق النشر وبراءات الاختراع.
وقد فتحت الاتفاقية أسواق الولايات المتحدة أمام الشركات العُمانية، وأسهمت في زيادة صادرات سلطنة عُمان إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
وتعد اواشنطن ثاني أكبر دولة من حيث تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى سلطنة عمان بعد المملكة المتحدة حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024،
وقد وقّعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقيات تجارة حرة مع أربع دول عربية ودولتين خليجيتين، بما في ذلك سلطنة عمان.
الصادرات العمانية غير النفطية للولايات المتحدة
وتأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الخامسة في الصادرات العمانية غير النفطية حتى مايو 2024، وفي المرتبة التاسعة في الواردات إلى سلطنة عمان حتى سبتمبر من العام 2024،
وبلغ حجم التبادل التجاري بين سلطنة عمان والولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام الجاري 412.5 مليون ريال عماني،
وبلغت قيمة الصادرات العُمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية 197.6 مليون ريال عماني، بزيادة قدرها 14.6% عن العام 2023،
كما بلغ إجمالي واردات سلطنة عمان من الولايات المتحدة الأمريكية حتى مايو من العام 2024 نحو 197.4 مليون ريال عماني.