سلايدرسير وشخصيات

“سوار الذهب”.. الحاكم والعسكري العربي الاستثناء

– عقمت كراسي الحُكم العربية في آخر ثلاثة قرون؛ أن يلدن مثل الأسطورة “عبد الرحمن سوار الذهب”

– “سوار الذهب” الذي اختاره الشيخ محمد متولي الشعراوي: أفضل حاكم وأشرف عسكري، في القرن العشرين.

المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب

(1935م – 18 أكتوبر 2018م)

خامس رئيس للجمهورية السودانية.

ولد عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، في مدينة الأبيّض، عاصمة شمال كردفان وسط السودان عام 1935م.

تلقى تعليمه الابتدائي في الأبيّض، ثم الثانوي في مدرسة خور طقت الثانوية، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية “الدفعة السابعة”.

حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من جامعة مسلم العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة.

تخرّج سوار الذهب ضابطاً في القوات المسلحة السودانية يوم 8 أكتوبر 1955م، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة فريق أول بالقوات المسلحة السودانية ثم رتبة المشير.

شارك المشير الراحل في عدد من الدورات الدراسية العسكرية في بريطانيا والولايات المتحدة والأردن.

– رفض تسليم حامية مدينة الأبيّض العسكرية عندما كان قائدا للحامية، عند انقلاب الرائد “هاشم العطار” عام 1971م، حتى استعاد النميري مقاليد الحكومة بعد 3 أيام.

مؤسس شرطة وجيش دولة قطر

تم إبعاده عن الخدمة العسكرية تعسفيًا في عام 1972م، لأسباب ما زالت مجهولة، فاستقر بدولة قطر، وعمل بها مستشارا للشؤون العسكرية عند الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني حاكم قطر آنذاك.

أصبح سوار الذهب قائدا للجيش والشرطة في دولة قطر، فقام بتغييرات شاملة، وفصلَ الجيش عن الشرطة، وتغيير الملابس الخاصة بهما، وتغيير نظامهما، وتحديد كل سلاح على حدة، وتأسيس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية، ولذا فهو المؤسس الحقيقي لجيش وشرطة قطر.

اشتهر سوار الذهب بكونه ضابطاً عسكرياً محترفاً، وعلى قدر عال من الكفاءة،

كان “سوار الذهب” شديد التديّن، ولكن لم يكن له أي انتماء ديني أو سياسي بأي فصيل في السودان أو غيرها، وربما كانت صداقته القوية بالدكتور القرضاوي جعلت كثيرين يظنون أنه ينتمي للإخوان المسلمين

وزير الدفاع

أهلته كفاءته لشغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، ثم ما لبث أن اختير وزيرًا للدفاع في عهد الرئيس جعفر النميري عام 1985م.

وفي العام ذاته تم تعيينه قائدًا أعلى للقوات المسلحة السودانية مع تمديد فترة عمله بالجيش سنة؛ حسب قرار من رئيس الجمهورية.

مارس سوار الذهب العمل السياسي من خلال رئاسته لحكومة السودان الانتقالية بعد الإطاحة بحكومة جعفر نميري على يد ضباط بينهم الفريق تاج الدين، واللواء عثمان عبد الله، وترأس المجلس الانتقالي حتى تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة برئاسة الصادق المهدي، ورئيس مجلس السيادة أحمد الميرغني، وذلك يوم 4 أبريل 1985م.

سوار الذهب رئيسا للسودان

– كان “سوار الذهب” قد استلم السلطة في السودان عقب انتفاضة أبريل 1985م، التي أطاحت بالرئيس جعفر نميري، بوصفه أعلى قادة الجيش، وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات.

تسليم الأمانة

– سلّمَ المشير “سوار الذهب” مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها: الصادق المهدي، ورئيس مجلس سيادتها: أحمد الميرغني، وبعدها اعتزل العمل السياسي، وترأّسَ منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء.

الجوائز والتكريمات:

– في عام 2004م، فاز بجائزة الملك فيصل العالمية المخصصة لمن قدم خدمات جليلة للدين الإسلامي، وقالت وكالة الأنباء السعودية حينئذ إن سوار الذهب قد اختير بين 13 شخصية إسلامية عامة رشحت للجائزة في ذلك العام، وإن الاختيار جاء بناء على «العمل النبيل الذي كان محل افتخار للعالمين الإسلامي والعربي».

وفاته

توفي يوم الخميس الموافق 9 صفر 1440 هـ/18 أكتوبر 2018م،  بالمستشفى العسكري بالرياض بالمملكة العربية السعودية، عن عمرٍ ناهز الـ84 عاما، وقد استجاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لوصية سوار الذهب بأن يُدفن في المدينة المنورة، فأمر بنقل جثمانه بطائرة خاصة إلى المدينة المنورة ليُوارى الثرى هناك تنفيذا لوصيته.

– رحلَ الحاكم العربي الاستثناء “عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب” 

– رحلَ الرجل الذي زهدَ في الحُكم والقيادة، وتـفـرّغَ للدعوة الإسلامية

– رحلَ الزعيم العربي الوحيد الذي تنازل طَوعًا عن الحُكم

اللهم اغفر له، وارحمه، وتجاوز عن سيئاته، واجعله رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.

………….

يسري الخطيب

يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى