في معركة مصيرية ضد عصابات التهريب تعيد سوريا كتابة تاريخ منافذها الحدودية من مراكز لإنتاج المخدرات إلى بوابات آمنة للتجارة المشروعة.
كشفت مصادر رسمية عن حملة غير مسبوقة تشنها الحكومة السورية لضرب شبكات تهريب المخدرات عبر المنافذ البرية والبحرية في محاولة جادة لاستعادة الثقة الدولية وبناء جسور اقتصادية جديدة.
إجراءات صارمة في الموانئ الساخنة
في مرفأ اللاذقية الذي كان يعرف سابقا ببوابة الكبتاغون إلى العالم، تشهد عمليات التفتيش تحولا جذريا مع نشر وحدات الكلاب البوليسية المدربة وتركيب أجهزة مسح ضوئي متطورة.
وأكد مازن علوش مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ- لوكالات انباء- أن هذه الإجراءات أسفرت عن انخفاض كبير في محاولات التهريب مع تسريع إجراءات التخليص الجمركي بنسبة 40%.
ضرب أوكار التصنيع
كشف علي عدرا مدير العلاقات العامة في مرفأ اللاذقية عن تفكيك شبكات مخدرات كبرى كانت تعمل تحت حماية عناصر سابقة حيث تم ضبط مستودعات ضخمة لتصنيع الحبوب المخدرة بالقرب من الميناء.
إعادة البناء الاقتصادي
ويرى الخبير الاقتصادي أسامة العبد الله، أن هذه الحملة تمثل محورا استراتيجيا في خطة سوريا لكسر العزلة الدولية حيث بدأت بالفعل شركات شحن كبرى تعيد تقييم تعاملها مع الموانئ السورية.
ويؤكد التجار العاملون في المرفأ أن الإجراءات الجديدة قضت على الفساد المتفشي سابقا ووفرت بيئة عمل أكثر شفافية وسرعة.
معركة السمعة
تشير التحليلات إلى أن سوريا تخوض معركتين متوازيتين الأولى أمنية ضد شبكات التهريب والثانية اقتصادية لاستعادة ثقة الأسواق العالمية التي ظلت لسنوات ترفض التعامل مع الموانئ السورية خوفا من الشحنات الملوثة.
في الوقت الذي لا تزال فيه التحديات الأمنية والاقتصادية قائمة تبدو دمشق عازمة على المضي قدما في خطتها لتحويل منافذها من نقاط ضعف إلى أصول استراتيجية في معادلة الاقتصاد الوطني.