تُعد إندونيسيا وماليزيا من أبرز القوى الإقليمية في جنوب شرق آسيا، وتتبنيان سياسة خارجية تُعرف بـ”الحياد النشط”.
تهدف هذه السياسة إلى الحفاظ على استقلالية القرار الوطني مع تعزيز التعاون مع القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة.
كما تسعى الدولتان لتحقيق التوازن بين حماية مصالحهما الوطنية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية بشكل دبلوماسي.
رغم التشابه في المبدأ، تختلف الدولتان في التحديات والمواقف الإقليمية وأساليب التنفيذ.
التوجه الاستراتيجي
إندونيسيا: تعتمد سياسة الحياد النشط لحماية مصالحها الاقتصادية والأمنية، مع التركيز على التوازن بين الصين والولايات المتحدة، بما يضمن استقرار الأمن البحري وحرية التجارة. تهدف السياسة أيضًا إلى تعزيز دور إندونيسيا كلاعب محوري في الإقليم، خصوصًا في إطار رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) (Al Jazeera).
ماليزيا: تعتمد نفس السياسة مع التركيز على حماية سيادتها على المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وخاصة جزر سبراتلي، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى لضمان الأمن والتجارة (Al Jazeera).
التحديات الإقليمية
إندونيسيا: تواجه توترات محدودة في بحر ناتونا مع الصين بسبب التوغلات في منطقتها الاقتصادية الخاصة، لكنها تتجنب التصعيد العسكري وتفضل الحلول الدبلوماسية.
ماليزيا: تواجه تحديات أكبر في بحر الصين الجنوبي بسبب النزاع على جزر سبراتلي مع الصين والفلبين وتايوان وفيتنام وبروناي، مما يجعل الحفاظ على الحياد أحيانًا أكثر تعقيدًا.
التعاون مع القوى الكبرى
إندونيسيا: تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني مع الصين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على علاقات استراتيجية مستقرة مع الولايات المتحدة، خصوصًا في مجالات مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني (Al Jazeera).
ماليزيا: تحرص على التعاون مع القوى الكبرى، لكن تركز أكثر على المفاوضات الدبلوماسية والتوافق الإقليمي لتجنب النزاعات المباشرة، مع استمرار التعاون الأمني والاقتصادي مع الولايات المتحدة.
آراء الخبراء
إندونيسيا: وفقًا للدكتور صهيب جاسم، الباحث في الشؤون الآسيوية، “إندونيسيا تحقق توازنًا دقيقًا بين مصالحها الوطنية ومتطلبات الأمن الإقليمي، مما يجعلها لاعبًا مهمًا في السياسة العالمية”.
ماليزيا: يقول الدكتور أحمد صادق، خبير استراتيجي، “ماليزيا نجحت في إدارة توترات بحر الصين الجنوبي بشكل دبلوماسي مع الحفاظ على مكانتها الإقليمية”.
التوقعات المستقبلية
إندونيسيا: من المتوقع أن تستمر في تعزيز التعاون مع القوى الكبرى في مجالات الاقتصاد والأمن والتكنولوجيا، مع التأكيد على دورها الفاعل في آسيان.
ماليزيا: ستواصل الحفاظ على سياستها المستقلة، مع التركيز على إدارة النزاعات الإقليمية بالطرق الدبلوماسية، مع تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع الولايات المتحدة والصين.
رغم التشابه في المبادئ العامة لسياسة الحياد النشط، تُظهر إندونيسيا مرونة أكبر في التعامل مع التحديات الاقتصادية والأمنية، بينما تركز ماليزيا على تأكيد السيادة وحماية الأراضي المتنازع عليها.
كلا البلدين يسعيان لتعزيز استقرارهما الإقليمي والحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، لكن أساليب التنفيذ تختلف بحسب التحديات الخاصة بكل دولة.